استحوذ الملف النفطي على جزء مهم من المحادثات التي عقدت بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي زار الإمارات والسعودية ليوم واحد الأربعاء.
فقد أكد البيان المشترك أن روسيا والسعودية أكدتا أهمية استمرار التعاون في إطار “أوبك+” وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية التحالف بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ونمو الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي اتفقتا فيه على تعزيز التعاون في مجالات البترول والغاز.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن البيان أن بوتين وولي العهد الأمير أشادا بالتعاون الوثيق بين البلدين والجهود “الناجحة” لدول مجموعة “أوبك+”، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجين مستقلين أبرزهم روسيا، في تعزيز استقرار أسواق النفط العالمية.
وأضافت أنهما اتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النفط والغاز مثل الشراء والتوريد والتوحيد القياسي للمعدات وخدمات البحث والتطوير في النفط والغاز والبتروكيميائيات وتقييم استخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال بين الشركات في البلدين.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن الرئيس الروسي وولي العهد السعودي تطرقا خلال محادثاتهما إلى التعاون داخل تحالف “اوبك بلس” و”الذي سيستمر”.
أضاف وفق ما نقلته وكالة “تاس”: “بالطبع، تحدثا عن التعاون داخل أوبك+… إن السعودية وروسيا متفقان على أن بلداننا تتحمل مسؤولية هائلة عن التعاون بغية دعم سوق الطاقة الدولية على مستوى مناسب وفي حالة مستقرة ويمكن التنبؤ بها”، مشدداً على أن “هذا التعاون سيستمر”.
ووفق البيان المشترك، فإنه جرى الاتفاق أيضا على تعزيز التعاون في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والكهرباء والطاقة المتجددة وتطوير سلاسل الإمداد لقطاعات الطاقة واستدامتها وتمكين التعاون بين الشركات لتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية في البلدين، بما يسهم في تحقيق مرونة إمدادات الطاقة وفعاليتها وكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها ورفع الوعي بأهميتها.
إشادة بمستوى الاستثمارات المشتركة بين البلدين
وأضاف البيان أن ولي العهد والرئيس الروسي أشادا بمستوى الاستثمارات المشتركة بين البلدين في المشاريع الصناعية في المملكة بما فيها أربعة مصانع في مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع باستثمارات تصل إلى 300 مليون ريال.
كما أشاد الجانبان بنمو حجم التجارة 46 في المئة في 2022 مقارنة بالعام الذي سبقه، وأكدا عزمهما مواصلة العمل المشترك على تعزيز وتنويع التجارة بينهما، والعمل على تكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين لبحث الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة وتحويلها إلى شراكات فاعلة.
اقرأ أيضاً: بوتين في الإمارات والسعودية اليوم.. والملف النفطي محوري في المناقشات
دعم جهود المملكة في مجال التغير المناخي
وأشار البيان إلى أن الجانب الروسي نوّه/أشاد بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتين أطلقتهما المملكة، مؤكدا دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة وأقره قادة دول مجموعة العشرين. وأكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير الاتفاقيات المناخية وتنفيذها بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر.
وأضاف أن الجانبين أبديا الرغبة في تعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشاريع قطاعات الطاقة، والتعاون على تحفيز الابتكار، وتطبيق التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة وتطوير البيئة الحاضنة لها.
ومن بين المجالات الأخرى التي تم الاتفاق على تعزيز التعاون فيها، المجال العلمي الجيولوجي وتبادل المعرفة، والبيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي، والاتصالات والتقنية والاقتصاد الرقمي والابتكار والفضاء والنقل والخدمات اللوجيستية، والسياحة المستدامة وتنمية حركة السياحة بين البلدين.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الاقتصادية.