تحرص السعودية على التطور والتقدم الصناعي في شتى المجالات تماشياً مع هدفها إلى تنويع اقتصادها غير النفطي، بما يتوافق مع “رؤية 2030”. ومن المجالات التي توليها السعودية أهمية كبرى، يأتي قطاع التعدين، حيث من المقرر أن تصبح صناعة التعدين والمعادن الركيزة الثالثة للقاعدة الصناعية السعودية. حيث تحظى السعودية برواسب غنية بالمعادن. ويغطي قطاع الألومنيوم شبكة كبيرة في هذا المجال نحو مستقبل أكثر استدامة للطاقة النظيفة.
السعودية مستثمر كبير في قطاع الألومنيوم
وفي هذا الإطار، اعتبر المهندس خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين في السعودية، أنّ “السعودية تعدُّ مستثمراً كبيراً في قطاع الألومنيوم كونها تستثمر بأكثر من 12 مليار دولار فيه، ونتطلع إلى مضاعفة هذا الرقم”.
كلام المديفر، جاء خلال انطلاق أعمال المؤتمر الدولي للألمنيوم “عربال” في العاصمة الرياض، حيث لفت إلى أن “المملكة تهدف لأن تكون واحدة من أكبر 10 دول عالمياً في إنتاج الألومنيوم بكامل سلسلته القيّمة”.
وأفاد أن “هناك ما يزيد عن 120 مليار ريال (32 مليار دولار) من الاستثمارات في الصناعات المعدنية في السعودية”.
من جانبه، أعرب روبرت ويلت، الرئيس التنفيذي لشركة “معادن”، في تصريح لمؤسسات إعلامية محلية، عن نية شركته بأن تكون أحد المحاور الاقتصادية الرئيسية في عملية التنوع الاقتصادي التي يجري تنفيذها راهناً في السعودية”.
و”معادن” هي أكبر شركة تعدين في الشرق الأوسط وإحدى أسرع شركات التعدين نمواً في العالم، حيث بلغت إيراداتها 40.3 مليار ريال (10.7 مليار دولار) في عام 2022.
الاستثمار في قطاع السيارات والبوكاسيت
وقال ويلت: “نحن نخدم حالياً تقديم صفائح لصنع علب ألومنيوم. كما نستهدف أيضاً السيارات منها جاكوار، ولاند روفر، وبي إم دبليو، وهيونداي. لذا لدينا عمل كبير في قطاع السيارات ونريد أن نستمر في النمو من هذا الجانب، وأن ننظر في مجالات أخرى لاحقة”.
وأوضح ويلت أن “لدى شركة (معادن) الكثير من الموارد المتأتية من تعدين (البوكسايت) منخفض التركيز، الذي يعد مدخل المواد الخام الأساسية في صنع الألومنيوم، بالإضافة إلى وجود ما يكفي لمدة لا تقل عن 40 عاماً من احتياطات (بوكسايت) لدعم تصنيع الألومنيوم”.
ولفت إلى أنه “من خلال ما نقوم به الآن لدينا أقل تكلفة من حيث سلسلة القيمة المتكاملة المتأتية من (البوكسايت)”.
وعبّر عن رغبة الشركة في النمو بشكل أكبر في هذا المجال، والاستفادة من مزاياها اللوجيستية، التي تشمل الطاقة منخفضة التكلفة، والطاقات التي تم العمل عليها.
اقرأ أيضا: قطاع التعدين في السعوديّة حجر الأساس لخطّة 2030
عربال مؤتمر الألومنيوم الوحيد في العالم
وكان انطلق يوم أمس الأربعاء، المؤتمر الدولي للألمنيوم (عربال) بدورته الخامسة والعشرين، بتنظيم “معادن” ورعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي.
ويعد الحدث الأبرز لصناعة الألومنيوم في الشرق الأوسط والمؤتمر الوحيد في العالم. كما جرى افتتاح معرض دولي، على هامش المؤتمر، يسلط الضوء على مستقبل الألومنيوم الأخضر.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين: “لدينا تطلع لأن نصبح مركزاً عالمياً لإنتاج المعادن، ونؤمن بأن المملكة تمتلك كل الميزات التنافسية التي تمكّنها من تحقيق هذه الرؤية والطاقة المتكافئة، كما أن الموقع الجغرافي للبلاد استراتيجي، وكل هذه العوامل ستمكّن من تحقيق هذا الهدف”.
فيما قال ويلت إن “العالم يحتاج إلى زيادة بنسبة 40 في المئة من الألومنيوم في العقد المقبل، وتمثل شركة معادن نسبة 10 في المائة من الإنتاج العالمي”.
خلق منصة للتعاون بين الشركات
ويهدف مؤتمر “عربال” إلى خلق منصة للتعاون بين الشركات والهيئات العاملة في صناعة الألومنيوم في المنطقة العربية، وتعزيز التواصل الدولي في هذه الصناعة، وتمثل السوق المحلية لصناعة الألومنيوم سوقاً واعدة، حيث تعتمد خطوط نقل الطاقة الكهربائية من كابلات وأبراج على منتج الألومنيوم بشكل أساسي.
وبحسب تقرير صادر عن “معادن”، فإن المملكة تمتلك سعة صهر للألومنيوم غير المشغول تبلغ 900 ألف طن سنوياً مع سجلات إنتاج تاريخية لنحو 790 ألف طن سنوياً من منتجات الصلب. وفي عام 2021، بلغ الطلب المحلي 426 ألف طن متري، مع تخصيص نسبة كبيرة لمصنع الدرفلة المتكامل التابع لشركة “معادن”. ويتوقع أن يصل الطلب إلى معدل نمو سنوي متكامل يقدر بما يزيد عن 6.8 في المئة، حتى عام 2030، لدعم مشاريع البناء الكبرى ومنشآت تصنيع السيارات.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الصناعة.