Share

ما الفائدة الاقتصادية من استضافة السعودية مونديال 2034؟

تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية الدولية
ما الفائدة الاقتصادية من استضافة السعودية مونديال 2034؟
قد تكون تكلفة البطولة المنتظرة على المملكة، أقلّ مما تكبّدته دول أخرى

أصبحت المملكة العربية السعودية المرشحة الوحيدة لاستضافة مونديال 2034، بعد 27 يومًا فقط من الإعلان عن حملتها، وبعد انسحاب دولة استراليا، قبل ساعات فقط من الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للإعلان عن الدول المهتمة. ليعلن من بعدها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، عبر حسابه الرسمي على “انستغرام”، إن “السعودية ستستضيف الحدث الكروي الأكبر”.

وكان قد أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عن نيته الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034 عقب تأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أن بطولة 2034 ستقام في آسيا، وطالب الدول في المنطقتين بالتقدم بطلبات للترشح. وقوبل إعلان المملكة رغبتها في استضافة الحدث بدعم عربي وآسيوي ضخم. ووصل عدد الدول التي أعلنت نيتها دعم الملف السعودي حال تقديمه رسمياً إلى نحو خمسين دولة. لتصمد السعودية، فتنال فرصتها باستضافة هذا الحدث العالمي.

الأهميّة الاقتصاديّة لهذه الخطوة

وتأتي تلك الخطوة بهدف تعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية الدولية وضمن جهود المملكة لتنويع الاقتصاد ودعم قطاع السياحة نظراً للعدد الكبير من السائحين الذي عادة ما يرافق البطولة الأبرز في عالم كرة القدم.

ولهذه الخطوة أهميّة اقتصادية ضخمة وتعد فوزا لا يمكن إنكاره للسعودية.  وستعظّم صورة المملكة كمركز قيادي وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات.

وسَتُمَكّن السعودية من جذب ملايين الاستثمارات والسياح وتعزيز القطاع الرياضي وتشغيل القطاع الخدماتي. وستمثل استضافة السعودية كأس العالم في عام 2034 ذروة برنامج التحول للسعودية في عهد الأمير محمد بن سلمان.

وستكون فرصة لعرض مجموعة من المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية 2030. ومنها مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر (وهو وجهة سياحية راقية)، ومشروع القدية (وهو مدينة ترفيهية تضم حدائق ترفيهية ورياضات وغيرها من عوامل الجذب)، ومشروع الدرعية (وهو منطقة جذب سياحي ثقافي تضم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو).

وستحصّل السعودية مكاسب تتعلق بالصورة والسمعة والقوة الناعمة والعلامة التجارية الوطنية.

اقرأ أيضا: السعودية مرشحة وحيدة لاستضافة مونديال 2034

التكلفة التي ستتكبّدها السعوديّة في مونديال 2034

وقد تكون تكلفة البطولة المنتظرة على المملكة، أقلّ مما تكبّدته دول أخرى ومنها قطر (220 مليار دولار)، وروسيا (11.6 مليار دولار)، والبرازيل (15 مليار دولار).

حيث تتمتع السعودية ببنية تحتية ذات جودة عالية. كما أنّها صاحبة استقدام أبرز نجوم العالم في كرة القدم مثل: كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيمه، ونيمار، ونغولو كانتي، وساديو ماني إلى دوري روشن لكرة القدم، وهو ما جعلها تضخّ في السابق استثمارات ضخمة في المنشآت الرياضية ستوفّر عليها تكاليف إضافية لتهيئة المنشآت. فيما قدّرت تكلفة بناء الملاعب الجديدة في قطر بين 8 إلى 10 مليارات دولار وفقاً لحسن الذوادي، الأمين العام للجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث.

فاستضافة المملكة للبطولة حال حدوثها تأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز القطاع الرياضي كأحد روافد الاقتصاد وليس كحادث منفصل بذاته.

ومع ذلك، تواجه المملكة العربية السعودية، مع عدد قليل من الملاعب ذات المستوى العالمي والبنية التحتية للنقل غير المكتملة، تحديًا يتمثل في الاستعداد في الوقت المناسب لتصبح أول مضيف وحيد لكأس العالم الذي يضم 48 فريقًا.

السعوديّة تكتسب سمعة طيّبة في عالم الرياضة

وتكتسب المملكة سمعة طيبة في غزواتها في عالم الرياضة، مدعومة بثروتها النفطية. حيث شقت السعودية، طريقها إلى قمة لعبة الجولف الاحترافية بعد الضغط على اتحاد لاعبي الجولف المحترفين (PGA) الأميركي والجولات الأوروبية الموقرة من أجل الاندماج مع شركة LIV Golf الناشئة.

ويعتبر الانخراط في الرياضة بشكل مكثف، كما فعل السعوديون مع كرة القدم والجولف مؤخرًا وفي الرياضات الإلكترونية والألعاب، هو وسيلة للوصول إلى جمهور كبير في جميع أنحاء العالم لرواية قصة السعودية.

بحلول الوقت الذي تنطلق فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم، ستكون العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة قيد التنفيذ، بما في ذلك مدينة نيوم الضخمة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تهدف إلى أن تضم ناطحات سحاب متوازية تمتد لمسافة 170 كيلومترا (105 ميلا) عبر التضاريس الجبلية والصحراوية.

ونيوم هي المشروع الرئيسي لرؤية السعودية 2030. وهو مشروع طموح لتنويع اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم قبل أن تبدأ مصادر الطاقة الأخرى في الحلول محل النفط الخام.

وفي الوقت نفسه، تقوم العاصمة الرياض ببناء مطار دولي رئيسي جديد، يهدف إلى منافسة دبي كمركز طيران إقليمي، وكشفت النقاب عن شركة طيران جديدة ذات أموال ضخمة، طيران الرياض.

وسيحصل المطار الدولي الرئيسي الجديد، وشركة طيران الرياض في السعودية على حصّة الأسد من هذا الحدث. كما ستحتل السعودية مرتبة عضو موثوق في المجتمع العالمي.

ها هو العد العكسي قد بدأ.. فهل تكتمل تحضيرات المملكة بحلول نهاية 2033؟

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار المنوعات.