Share

ماستركارد تتخطى حدود المدفوعات.. رحلة الشركة نحو تعزيز التحول الرقمي وتحفيز الشمول المالي

حققت الشركة إنجازات بارزة في مجال تعزيز التحول الرقمي وبناء منظومة قوية لقطاع المدفوعات في جميع أنحاء المنطقة
ماستركارد تتخطى حدود المدفوعات.. رحلة الشركة نحو تعزيز التحول الرقمي وتحفيز الشمول المالي
آدم جونز، رئيس قسم غرب المنطقة العربية في ماستركارد

قامت ماستركارد، شركة التكنولوجيا الرائدة عالميًا في قطاع المدفوعات، مؤخرًا بتحسين شبكتها الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ضمن مساعيها لتعزيز رحلة نموها. من بين خطوات استراتيجية عدة، جرى تشكيل قسم غرب المنطقة العربية تحت قيادة آدم جونز، رئيس قسم غرب المنطقة العربية في ماستركارد. من خلال منصبه الجديد، يشرف جونز على عمليات الشركة في كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والعراق ومصر وبلاد الشام.

تعزيز الريادة الإقليمية

تقود ماستركارد عملية الابتكار في قطاع المدفوعات في المنطقة منذ ما يقرب من 40 عامًا، وتساهم بتعزيز الشمول المالي وبناء الثقة ضمن المنظومة الرقمية في دول المنطقة. وتبني ماستركارد على شبكتها العالمية وإمكاناتها الابتكارية، بالإضافة إلى خبرتها في الأسواق المحلية، لتصميم وإطلاق حلول ومنتجات وخدمات تلبي احتياجات الأسواق المحلية وتمكن الأفراد والشركات من الاستفادة من مزايا الاقتصاد الرقمي. وتوفر الشركة حلولها التكنولوجية المتقدمة والموثوقة من خلال إبرام شراكات مع شركات التكنولوجيا المالية والحكومات والمؤسسات المالية والشركات الرقمية وشركات الاتصالات العملاقة.

ويقول جونز في مقابلة مع “إيكونومي ميدل إيست” أنه “ضمن مساعيها لنقل رحلة التحول الرقمي الناجحة إلى المستوى التالي، قامت ماستركارد بتحسين شبكتها الإقليمية من خلال إعادة هيكلة عملياتها لنكون أقرب إلى عملائنا. ويعدّ إنشاء قسم غرب المنطقة العربية مؤشرًا واضحًا على النمو والتطور لاحتياجات العملاء فيما كان يُعرف في السابق بفريق عمل المنطقة الوسطى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية في إطار الهيكل التنظيمي المحدث لماستركارد والذي يركز على تسريع النمو، وتعزيز مشاركة أصحاب المصلحة، وتعزيز القدرات، وذلك إدراكًا منّا للإمكانات الهائلة للمنطقة”.

بالنسبة لجونز، يضع هذا المزيج من الحجم والمعرفة العميقة بالسوق المحلية ماستركارد في وضع أمثل لتعزيز الشمول والنهوض باقتصاد رقمي مستدام في غرب المنطقة العربية.

وجود قوي بالفعل

وفي حديثه عن الحضور القوي لماستركارد في المملكة العربية السعودية، قال آدم جونز: “نلعب دورًا رئيسيًا في دفع التحول الرقمي في المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030. نحن نستفيد من قدراتنا الابتكارية العالمية للمشاركة في إنشاء حلول تلبي الاحتياجات المحلية بالشراكة مع القطاعين العام والخاص. تمنح تقنية Mastercard Gateway الخاصة بنا، المقترنة بشبكتنا العالمية المكونة من أكثر من 200 مستحوذ، لأكثر من 500 ألف تاجر إمكانية الوصول إلى حلولنا المبتكرة ولأكثر من 110 ملايين موقع قبول. في العام 2023، نجحت Mastercard Gateway بمعالجة أكثر من 950 مليون دفعة في السعودية، مما يدعم نمو التجارة الرقمية في السوق”.

كما تعاونت ماستركارد مع “المدفوعات السعودية” (Saudi Payments) لإطلاق سريع (sarie)، نظام المدفوعات الفورية في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بدعم نمو قطاع الألعاب في المملكة العربية السعودية البالغة قيمته السوقية مليار دولار، من خلال توفير حلول دفع مبتكرة للاعبين بالشراكة مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية.

وعلى التوازي مع ذلك، يشهد قطاع المدفوعات العابرة للحدود ازدهاراً كبيراً في المملكة. وكشف التقرير الأخير حول المدفوعات العابرة للحدود من ماستركارد أن المملكة العربية السعودية ستشهد زيادة بنسبة 43 في المئة في المدفوعات العابرة للحدود. وأعرب 40 في المئة من المرسلين السعوديين عن نيتهم باستخدام المدفوعات العابرة للحدود بشكل متكرر. تعمل ماستركارد على تغذية هذا النمو من خلال طرح خدمة Mastercard Move بالتعاون مع شركة tiqmo، وهي محفظة حركة الأموال الشاملة للشركة التي تضم Mastercard Cross-Border Services و Mastercard Send.

وفي مصر، أنشأت ماستركارد منظومة وبنية تحتية وطنيتين للدفع عبر الهاتف المحمول قابلة للتشغيل البيني بالتعاون مع شركة بنوك مصر للتقدم التكنولوجي، الذراع التقنية للبنك المركزي المصري، وذلك بهدف تمكين المؤسسات المالية ومقدمي الخدمات من المساهمة في الاقتصاد الرسمي عبر قنوات الدفع الرقمية.

وقال جونز: “نلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في تطوير أول مدينة ذكية في البلاد، العاصمة الإدارية الجديدة، من خلال توفير بنية تحتية فعالة وأنظمة دفع إلكترونية متقدمة”.

ماستركارد

القطاع السياحي دافع للنمو

تلعب ماستركارد دورًا محورياً في دعم قطاع السياحة في المنطقة، وذلك من خلال توفير حلول تكنولوجية ترتقي بكافة  جوانب تجربة السفر. ويشمل ذلك حجز الرحلات الجوية والإقامة، والاستمتاع بالتسوق والوجهات السياحية المحلية.

وأشاد جونز بالأداء السياحي القوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أشار إلى أنه في حين بالكاد لامست العديد من الدول مستويات ما قبل الجائحة، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي زاد فيها الزوار الوافدون بنسبة 22 في المئة مقارنةً بالعام 2019. ومن بين المحركات الرئيسية لهذا النمو القدرة التنافسية المتزايدة لقطاع الفنادق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتطور المستمر للعروض السياحية المطروحة، مدفوعة بالاستراتيجيات الوطنية الطموحة وعلى رأسها رؤية السعودية 2030.

وأضاف: “في يناير/كانون الثاني من العام الجاري، تجاوز الوافدون إلى السعودية ثلاثة ملايين زائر شهريًا لأول مرة، وتكرر ذلك على مدار ثلاثة أشهر متتالية”.

وفيما يتعلق بغرب المنطقة العربية، برزت مصر في مراكز متقدمة، بحيث جاءت من بين أفضل 10 وجهات أسرع نموًا للمسافرين الأوروبيين خلال العام الماضي. إلى ذلك، وصلت العاصمة المصرية القاهرة وجدة السعودية إلى المراكز الخمس الأولى الأكثر زيارة في المنطقة.

تتوقع ماستركارد أن يستمر هذا الازدهار السياحي طوال عام 2024 وما بعده.

وكشف جونز: “سلط تقريرنا الجديد بعنوان ” قطاع السفر الفاخر: لمحة عن أسواق الشرق الأوسط”، الضوء على الدور المتزايد للأفراد ذوي الثروات العالية في تعزيز قطاع الضيافة والسفر. ويشكل المسافرون من أصحاب الثروات العالية حوالي 36 في المئة من الإنفاق العالمي على السفر وما يقرب من 70 في المئة من الإنفاق على السفر الفاخر. وتبيّن الدراسة أن أكثر من نصف المسافرين الأثرياء يغلّبون تجارب السفر الهادفة على الأمور المادية”.

الشمول المالي ضمن الأولويات

يُعدّ تعزيز الشمول المالي هو أحد أولويات شركة ماستركارد.

في غرب المنطقة العربية، يختلف معدل الشمول المالي اختلافاً كبيراً بين البلدان متقدمة النمو وتلك الأقل تقدماً. وبحسب قاعدة بيانات Findex العالمية، من بين الدول التي شملها الاستطلاع في المنطقة، تفوقت السعودية من حيث حصولها على أكبر عدد من البالغين الذين لديهم حسابات مالية بنسبة 74 في المئة. في المقابل، سجلت مصر نسبة 27 في المئة والعراق 19 في المئة.

إلى ذلك، أشار جونز إلى أنه تمّ تسجيل تقدم كبير في هذا المجال على مدى السنوات الماضية، في ظل التقدم التكنولوجي الكبير الذي أسفر عن ابتكارات نجحت في تغيير قواعد اللعبة، بما في ذلك في مجال المحافظ الرقمية، التي توفر إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية لقطاعات أكبر من المستهلكين.

وأضاف جونز: “في إطار مساعينا لتحقيق مستهدف ماستركارد العالمي لربط 1 مليار شخص بالاقتصاد الرقمي بحلول 2025، طورت الشركة تقنيات لدعم رقمنة الأجور والمدفوعات الاجتماعية ومنصات الموظفين المستقلين وغيرها من الحلول المالية عبر الهاتف المحمول”.

في مصر، انضمت ماستركارد إلى شركة Levi Straus & Co. لرقمنة أجور أكثر من 10 آلاف عامل في مصنع ملابس في بورسعيد. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت الشركة مع مبادرة HERproject التابعة لشركة الاستشارات الإدارية BSR وبرنامج المرأة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي لإطلاق أول نموذج صرف حكومي في البلاد للمزايا الاجتماعية، والذي قدم محافظ رقمية لأكثر من 60 ألف امرأة.

وأوضح جونز أنه “بهدف تعزيز الإدماج المالي للأشخاص ذوي الإعاقة، دخلت ماستركارد في شراكة مع بنك البحرين الوطني والبنك الأهلي السعودي لإطلاق بطاقة Touch Card في فروعها. يسهل هذا الحل المبتكر المدفوعات التي يجريها المكفوفون وضعاف البصر من خلال السماح لهم بالتمييز بسهولة بين بطاقاتهم بلمسة واحدة فقط.

اقرأ أيضاً: أندرو توري، رئيس شركة فيزا في أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا، يناقش استعداد الشركة لقيادة الموجة التالية من التحول الرقمي

دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر

تمتد جهود ماستركارد لتعزيز الشمول المالي أيضًا إلى دعم الشركات الصغيرة.

ويؤكد جونز أن “المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر تعدّ حجر الزاوية في نمو الاقتصادات العربية، حيث تمثل أكثر من 90 في المئة من جميع الشركات. في المقابل، وفقًا للبنك الدولي، فإن ما يقرب من 63 في المئة من هذه الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تجد صعوبة في الوصول إلى التمويل. وتقدّر الفجوة التمويلية الإجمالية للشركات الصغيرة في المنطقة بما يتراوح بين 210 و240 مليار دولار”.

وجد مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة للعام 2023 من ماستركارد أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية قد حدّدت قبول المدفوعات الرقمية متعددة القنوات، ورقمنة العمليات التجارية وإمكانية الاستفادة إلى التدريب ودعم التطوير كمحركات رئيسية للنمو.

من جانبها، تستفيد ماستركارد من شبكتها الواسعة وأحدث التقنيات والشراكات العالمية لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على التكيف مع البيئات التجارية المتغيرة وأنماط الإنفاق الجديدة.

وعلق جونز: “تتضافر جهودنا مع القطاعين العام والخاص لتعزيز الشمول المالي وتحفيز المستهلكين والتجار على دعم الشركات الصغيرة. هذه الجهود هي جزء من تعهدنا بربط 50 مليون مشروع صغير ومتوسط الحجم على مستوى العالم بالاقتصاد الرقمي بحلول العام 2025”.

على سبيل المثال، انضمت ماستركارد إلى البنك السعودي الأول لتقديم بطاقة ائتمان  SME Business، والتي تهدف إلى إحداث تغيير على مستوى إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتماشياً مع أهدافها في تعزيز الشمول المالي على كافة المستويات، تعهدت “ماستركارد” كذلك بتزويد 25 مليون رائدة أعمال حول العالم بالأدوات والموارد التي يحتجنها لتنمية أعمالهن بحلول العام 2025. وتمكنت الشركة من الوصول لهذا الهدف في يونيو/حزيران 2023.

وأكد جونز: “نحن ندرك أهمية دور المرأة في دفع عجلة الابتكار والتنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي”، مضيفاً أن ماستركارد دخلت أيضًا في شراكة مع مؤسسة  Women Choice، بهدف خلق مليون وظيفة للنساء في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة.

إلى ذلك، أطلقت ماستركارد “صوتها” (Her Voice)، وهو بودكاست يسلط الضوء على قصص بعض النساء المؤثرات اللواتي أحدثن تغييراً في السعودية بهدف تحفيز النساء في المملكة وخارجها على تحقيق إمكاناتهن القصوى.

ماستركارد

نقلة نوعية في المدفوعات بين الشركات

مع التزايد السريع في حجم المدفوعات بين الشركات، تدرك ماستركارد دور حلول الدفع المبتكرة في تعزيز نمو الأعمال.

وفقًا لبيانات شركة “سترايتس ريسيرش ” (Straits Research)، من المتوقع أن تصل القيمة السوقية للمدفوعات بين الشركات في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 122 مليار دولار بحلول العام 2030. وفي مثل هذا المشهد سريع التطور، تكلف طرق الدفع القديمة الشركات الكثير من الوقت والمال. ومن الواضح أن الحاجة إلى التحول الرقمي أصبحت أهم من أي وقتٍ مضى.

وأضاف جونز: “نسعى في ماستركارد إلى تمكين الشركات بمختلف أحجامها من جني الفوائد الكاملة للاقتصاد الرقمي. إننا نقود نقلة نوعية في مشهد المدفوعات بين الشركات ونضع حدًا للتحديات التشغيلية والمالية الناجمة عن العمليات غير الفعالة وأنظمة الدفع المتعددة. نقوم أيضًا بتقديم حلول الدفع الرقمية التي تسمح للشركات بالدفع والحصول على الأموال بسرعة وأمان وتوسيع نطاق وصولها وتقديم تجربة سلسة لعملائها.”

ومن الأمثلة البارزة على ذلك الشراكة الاستراتيجية التي أبرمتها ماستركارد مع شركة البحرين للتسهيلات التجارية لإطلاق برنامج بطاقات ائتمان تجارية يهدف إلى تحويل مشهد المدفوعات بين الشركات في البلاد.

وفي البحرين أيضًا، تعاونت شركة التكنولوجيا العملاقة مع شركة التكنولوجيا المالية “انفينيوس” (Infinios) لتقديم أول برنامج سفر بالجملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي يعمل على رقمنة مدفوعات السفر بين الشركات.

بالإضافة إلى ذلك، تتعاون الشركة مع”سنغل فيو” (SingleView) لتزويد الشركات في السعودية بإمكانية الوصول إلى مجموعة كاملة من الحلول المؤسسية والتجارية وتمكينها من إطلاق قيمة البيانات لديها بأمان.

دعم تطور التكنولوجيا المالية

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا متسارعًا في قطاع التكنولوجيا المالية وتحتضن حاليًا أكثر من 800 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. يزدهر مشهد التكنولوجيا المالية في غرب المنطقة العربية، حيث تتبع دول مثل السعودية ومصر استراتيجيات طموحة لكي تصبح مراكز إقليمية للتكنولوجيا المالية.

وفقًا لبيانات شركة  (Mordor Intelligence)، من المتوقع أن يصل حجم سوق التكنولوجيا المالية السعودي إلى 63.90 مليار دولار هذا العام وينمو إلى 87.14 مليار دولار بحلول العام 2029. وفي الوقت نفسه، يشير تقرير مشهد التكنولوجيا المالية في مصر لعام 2023 إلى أن النظام البيئي للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية في البلاد سوف يتوسع بأكثر من خمس مرات بين الأعوام 2018 و2023. كما ارتفعت الاستثمارات في القطاع إلى 796.5 مليون دولار في العام 2022.

وقال جونز “يساهم اللاعبون المبتكرون في مجال التكنولوجيا المالية في التحول الرقمي السريع الذي يجعل حياة الناس أكثر راحة وبساطة ومكافأة. وباعتبارنا شركة تركز على الخبرة، فإننا، في ماستركارد، ندعم هذا الابتكار الإبداعي.”

وأضاف قائلًا: “من خلال مجموعة منتجاتنا وخدماتنا المدعومة بتقنيات مبتكرة وآمنة يمكن للمبتكرين في مجال التكنولوجيا المالية الاستفادة من قدراتنا لخلق قيمة مضافة. ويوفر ذلك الدعم الذي تحتاجه شركات التكنولوجيا المالية من جميع الأحجام لتوسيع نطاق عروضها.”

ولتبسيط عملها مع شركات التكنولوجيا المالية، أطلقت ماستركارد برنامج  Mastercard Accelerate، وهي نقطة دخول عالمية واحدة إلى مجموعتها الواسعة من البرامج المتخصصة. ضمن برنامج  Accelerate، تقدم الشركة أربع مبادرات تلبي احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة في مراحل مختلفة من دورة حياتها وهي Mastercard Developers وMastercard Engage وMastercard Fintech Express وMastercard Start Path.

وقال جونز:”من الأمثلة على التزامنا بدعم تطوير قطاع التكنولوجيا المالية هو شراكتنا الاستراتيجية مع “هايبرباي”، بوابة الدفع الأسرع نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إننا نعمل معًا على تطوير حلول متطورة تمكن الشركات والحكومات والشركات الصغيرة والمتوسطة من التحول من المدفوعات النقدية إلى نظام رقمي سلس.”

وفي السعودية، تتعاون الشركة مع “لووب” لتوفير طرق دفع مبتكرة للمستهلكين والشركات بهدف تعزيز الشمول المالي. بالإضافة إلى ذلك، فقد أبرمت شراكة مع “سايفاي” لإصدار بطاقات ائتمان خاصة بالشركات للشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات في جميع أنحاء المملكة والمصممة للتغلب على التحديات في التحكم في الإنفاق وإدارة تقارير النفقات والوصول إلى التحليلات.

وقال جونز: “نعمل أيضًا مع شركائنا لتطوير بيئة مواتية للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية. وفي هذا السياق، قمنا بالتعاون مع شركة فنتك السعودية لتعزيز نمو قطاع التكنولوجيا المالية في البلاد. وفي مصر، نستضيف الملتقى السنوي للتكنولوجيا المالية الذي يجمع مجتمع التكنولوجيا المالية في البلاد لاستكشاف الفرص المتاحة لتعزيز هذا المشهد”.

ماستركارد

الابتكار هو الأساس

يشهد القطاع المالي تطوراً متسارعاً، وقد ظهرت تقنيات واتجاهات مبتكرة مختلفة لدعم هذا التوسع.

بالنسبة لجونز، فإن الوعي العالي والتبني والانفتاح بين المستهلكين هو الدافع وراء التحول إلى طرق الدفع الناشئة في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، تزداد شعبية حلول الدفع الشاملة متعددة القنوات.

وشدد على أن “التكنولوجيا أصبحت أكثر تفاعلية وشمولاً وتأثيراً في كافة جوانب حياتنا وفي كافة القطاعات”.

وأشار كذلك إلى أن هذه التطورات التكنولوجية تؤثر في ثلاثة مجالات رئيسية هي – الذكاء الاصطناعي والقوة الحسابية وتكنولوجيا البيانات – حيث تؤثر هذه المجالات على بعضها البعض وعلى غيرها من القطاعات. على سبيل المثال، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين تحليل البيانات واتخاذ القرار، في حين تتيح القوة الحسابية تدريبًا واستدلالًا أسرع للذكاء الاصطناعي. كما تستفيد الحوسبة المكانية من التعرف على الأشياء المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتصبح البيانات بذلك أكثر قيمة لأنها تغذي خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح جونز: “في ماستركارد، نستفيد من إمكانات التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وشبكة الجيل الخامس والحوسبة الطرفية، وتقنيات التعرف على القياسات الحيوية، فضلاً عن الواقع الافتراضي والمعزز لتعزيز الحلول المتاحة اليوم”.

وكشف تقرير ماستركارد الأخير عن مدن المستقبل أن 54 في المئة من المقيمين السعوديين و61 في المئة من نظرائهم المصريين يعتبرون الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أهم التقنيات لمدن المستقبل.

تقود ماستركارد التطور في مجال الذكاء الاصطناعي وتعمل على زيادة استثماراتها في حوكمة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والمواهب.

وأضاف جونز: “إننا نستخدم الذكاء الاصطناعي منذ 15 عامًا، واليوم، أصبح هذا أمرًا بالغ الأهمية للحلول التي نقدمها لعملائنا. على سبيل المثال، تسمح لنا هذه التكنولوجيا بحماية أكثر من 125 مليار معاملة نقوم بمعالجتها ضمن شبكتنا كل عام. في الواقع، لقد وفرت حلولنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي 35 مليار دولار من عمليات الاحتيال في السنوات الثلاث الماضية.”

وأضاف: “نستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا لتقديم رؤى أفضل – بدءًا من مساعدة البنوك على اتخاذ القرارات بشأن أفضل الإجراءات لحاملي بطاقاتهم إلى دعم تجار التجزئة بعروض مخصصة في الوقت الفعلي وتوفير تنبؤات أفضل وتحسين المقاييس عن طريق نجنّب التحيز”.

قامت ماستركارد بدمج ميزات وقدرات الذكاء الاصطناعي في عروض البيانات والخدمات التي تقدمها، والتي تم تطويرها من قبل أكثر من 2،000 من علماء البيانات والمحللين والمهندسين.

وفي فبراير/شباط، أعلنت الشركة عن إطلاق Decision Intelligence Pro، وهو ابتكار تكنولوجي من الجيل التالي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتمتع بالقدرة على تحسين اكتشاف الاحتيال بنسبة تصل إلى 300 في المئة، مما يعزز حماية المستهلك. سيكون الحل المبتكر متاحًا للعملاء في وقت لاحق من هذا العام.

أولوية سلامة وأمن النظم

يظل ضمان سلامة وأمن العمليات ضمن أبرز التحديات التي يواجهها قطاع المدفوعات.

وقال جونز: “مع انتشار التهديدات السيبرانية اليوم، يواجه قطاع الأعمال تحدياً رئيسياً يتمثل في الحفاظ على أمان المدفوعات. وتساعد البنية التحتية القوية للمدفوعات المدعومة بتقنيات الأمان المتطورة على ضمان الجاهزية السيبرانية”.

ومن هذا المنطلق، تعمل الشركة مع شركاء لتطوير حلول مبتكرة للأمن السيبراني مدعومة بتقنيات الهوية المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

وأشار جونز: “في هذا السياق، استحوذنا على العديد من الشركات التي تتمتع بقدرات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل “برايتيريون” و”ريسك ريكون” و”NuData”، والتي تمكننا من تعزيز عروض الأمن السيبراني لدينا”.

وفي الشرق الأوسط وإفريقيا، تتعاون ماستركارد مع “نتورك إنترناشيونال” لتوفير تقنية “برايتيريون” للذكاء الاصطناعي إلى 60 ألف تاجر في جميع أنحاء المنطقة. ويساعد هذا الحل المتطور على معالجة حالات الاحتيال والرفض ورد المبالغ المدفوعة من أجل تقليل التكاليف والمخاطر التي يواجهها المستحوذون.

وفي السعودية، أطلقت ماستركارد شراكة قائمة على الذكاء الاصطناعي مع البنك السعودي الأول تستفيد من تقنية إدارة مخاطر المعاملات المتقدمة من Mastercard Gateway لتقديم معاملات رقمية آمنة وسلسة.

تعمل ماستركارد، بالتعاون مع شركائها، على بناء الثقة في النظام البيئي الرقمي الذي يعتبر نقطة أساسية لاقتصاد مزدهر وشامل ومستدام يسمح للجميع بتحقيق النجاح.

ماستركارد

انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات.