Share

قطاع تقنيات الروبوت في السعودية: نمّو 17 في المئة وقيمة سوقية ستتعدى الـ 320 مليار دولار في 2030

نمو السجلات التجارية في قطاع تقنيات الروبوت في السعودية بـ 52 في المئة حتى الربع الثاني من 2023
قطاع تقنيات الروبوت في السعودية: نمّو 17 في المئة وقيمة سوقية ستتعدى الـ 320 مليار دولار في 2030
يعدّ نشاط تقنيات الربوت من القطاعات الواعدة في المملكة والتي تشكل إحدى الفرص التي أطلقتها "رؤية السعودية 2030" أمام قطاع الأعمال

لعلّ أوّل ما يخطر على أذهاننا عند ذكر قطاع تقنيات الروبوت في السعودية هو الروبوت سارة، أوّل روبوت سعودي صنع بالعالم ويتحدّث اللغة السعوديّة. ويمكنها الرد على الأسئلة من خلال برمجتها التي تمكنها من التعرف على الكلمات واتخاذ الرد المناسب. حيث كان أوّل ظهور للروبوت السعودية سارة في فاعليات مؤتمر ليب، 2023. الذي انطلق خلال شهر فبراير/ شباط 2023 في مدينة الرياض. وتم تصنيعها بالتعاون بين هيئة الحكومة الرقمية بالمملكة وشركة  Qss. ما يدل ّعلى ازدياد اهتمام المملكة بالروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، حيث تسعى لرفع حجم الاستثمارات المستهدفة في قطاع الذكاء الاصطناعي السعودي إلى 80 مليار ريال بحلول 2030.

استخدام القطاع العام والخاص لتقنيات الروبوت في السعودية

وتسعى المملكة لرفع عدد الشركات العاملة في البيانات والذكاء الاصطناعي إلى 400 شركة بحلول 2030 وهو ما يرسم صورة مشرقة لهذا القطاع محليا.

وبدأت الجهات الحكوميّة في التوسع باستخدام تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، منها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية التي أعلنت مؤخرا إطلاق “الإنسان الرقمي” بهدف تسهيل الخدمات لعملاء ومشتركي المؤسسة. وإلى جانب القطاع العام، بدأ القطاع الخاص في السعودية أيضا، يعتمد على تقنيات الروبوتات في عمله. فبحسب نتائج دراسة استطلاعية، أعدتها كاسبرسكي، أكّد 31 في المئة من المواطنون السعوديّون المشاركون في الدراسة إن مؤسساتهم تستخدم الروبوتات. فيما أفاد 41 في المئة بأن مؤسساتهم تخطط لاستخدامها في المستقبل القريب. كما يرى 74  في المئة من الموظفين في السعودية، أنه يجب التوسع في استخدام الروبوتات في مختلف القطاعات، إلا أنهم أعربوا في نفس الوقت عن مخاوفهم من حوادث اختراقها. وأكد الموظفون زيادة مستوى الاعتماد على الروبوتات في مؤسساتهم على مدار العامين الماضيين.

الروبوت سارة
الروبوت سارة

النموّ المحقّق في قطاع تقنيات الروبوت في السعودية

وإلى ذلك حقق قطاع تقنيات الروبوت في السعودية نمواً في إصدار السجلات التجارية بنسبة 52 في المئة حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري 2023. بواقع 2,344 مقارنة بـ 1,537 سجلاً للفترة المماثلة من العام الماضي 2022.

ووفق نشرة قطاع الأعمال الصادرة عن وزارة التجارة السعودية، تصدرت مدينة الرياض أعلى المناطق في الإصدار بـ 1,387 سجلاً، تلتها مكة المكرمة 491، ثم المنطقة الشرقية بـ 269، فالمدينة المنورة بـ76 ثم القصيم بـ 32 سجلاً تجارياً.

ويعد نشاط تقنيات الربوت من القطاعات الواعدة في المملكة. والتي تشكل إحدى الفرص التي أطلقتها “رؤية السعودية 2030” أمام قطاع الأعمال. بالإضافة إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، والخدمات اللوجستية التي تزخر بفرص استثنائية، والأنشطة الإبداعية، والفنون والترفيه، والسفر، والسياحة، والمؤتمرات. وغيرها من القطاعات التي تشهد نمواً قياسياً، مما يوفر لقطاع الأعمال المحلي والأجنبي فرصاً لتنمية الأعمال والتوسع في الشراكات.

اقرأ أيضا: تعزيز تجربة العملاء مع الذكاء الاصطناعي: ما وراء روبوتات الدردشة

المركز الوطني للروبوت والأنظمة الذكية

وفي هذا الإطار، يلعب المركز الوطني للروبوت والأنظمة الذكية، دور رئيسي في قطاع تقنيات الروبوت في السعودية. حيث يهدف المركز البحثي الذي يتبع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية  في الرياض، إلى توطين تقنية الروبوت وإثراء حركة البحث العلمي التطبيقي تحت مظلة البحث والتطوير. ويستفيد من مشاريع نقل وتوطين التقنية بما يسهم في دعم الاحتياجات الاستراتيجية للمملكة. وإثراء الاقتصاد الوطني في مختلف المجالات المدنية والعسكرية الطبية والتعليمية.

وللمركز ثلاثة وحدات رئيسية لتقديم بحوث الروبوت وهي:

  • وحدة المعامل والتجهيزات: تهدف الوحدة إلى إنشاء المعامل المتخصصة لمساندة البحوث التطبيقية من قبل الباحثين المتخصصين في هذا المجال. وتوفّر الدعم التقني واللوجستي للباحثين فيما يخدم البحوث التطبيقية في هذا المجال. وتصميم وتصنيع نماذج لأنظمة الروبوت المختلفة واختبار كفاءتها.
  • وحدة البحوث وتطوير تقنية الروبوت والأنظمة الذكية: تقوم الوحدة بإجراء الأبحاث العلمية والتقنية في مجال الروبوت والأنظمة الذكية بما يخدم التطبيقات بالمملكة. ونقل وتوطين تقنيات حديثة في مجال الروبوت والأنظمة الذكية في المملكة. وتشجيع التعاون بين المركز والجامعات المحلية والعالمية وربط ذلك باحتياجات الجهات ذات العلاقة.
  • وحدة الخدمات والاستشارات: تقوم الوحدة بتقديم الاستشارات والدراسات الإستراتيجية في مجال الروبوت والأنظمة الذكية للقطاعين العام والخاص. وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال الروبوت والأنظمة الذكية الواعدة. ووضع آليات لاستفادة الباحثين والمستثمرين من نتائج الأنشطة العلمية والبحثية في مجال الروبوت والأنظمة الذكية. وتسويق مخرجات المركز للقطاعين العام والخاص. وعقد البرامج التدريبية في مجال الروبوت والأنظمة الذكية. ودعم المواهب العلمية المحلية على مستوى المدارس والجامعات وتشجيع البرامج التعاونية.
تجارب قطاع تقنيات الروبوت في السعودية
قطاع تقنيات الروبوت في السعودية

السعودية الأولى خليجيا في استخدام الروبوتات في الصناعة

وتصنّف السعودية لأولى خليجيا في استخدام الروبوتات في المجال الصناعي. وتأتي الإمارات الأولى في استخدامها في المجال الخدماتي. وهناك توجها كبيرا وطبيعيا لدخول السعودية كغيرها من الدول في العالم لاستخدام هذه الثورة. خاصة أنها تتقدم في استخدامات القطاع الصناعي.

حيث قد كشف الدكتور خالد المتعب، الأستاذ المشارك في علم الروبوتكس، في جامعة الملك سعود، إن هناك توصيات باستخدام الروبوتات في المهن التي يمكن أن توفر جلب العمالة. وذلك بهدف خفض التكاليف ورفع الإنتاجية وتحسين جودة الحياة. وجاء كلام المتعب على هامش أعمال المؤتمر والمعرض السعودي للروبوتات. والذي نظمته الهيئة الملكية للجبيل وينبع، في مركز الملك عبدالله الحضاري، في مدينة الجبيل الصناعية، لمدة ثلاثة أيام.

وأشار إلى إمكانية الاستغناء عن ثلاثة ملايين عامل خاصة في محطات الوقود التي لا تشهد إقبالا من المواطنين.

وفي كلمته عن بعض الإحصائيات الدالة على انتشار وجاذبية قطاع الروبوت، قال أنّ المعدل السنوي المركب لنمو قطاع تقنيات الروبوت في السعودية وصل إلى 17 في المئة. كما أن القيمة السوقية لقطاع الروبوت ستتعدى حاجز 320 مليار دولار بحلول 2030.

ومن جانبه قال المهندس فيصل الخالدي، مدير الخبراء في وحدة التحول الرقمي الوطني، إن وحدة التحول الرقمي تسعى إلى مساعدة القطاعين الحكومي والخاص لوضع رؤية وطنية موحدة تضع المملكة في ريادة عالم التقنية الرقمي.

ولفت  إلى أن التحول الرقمي وثيق الصلة بالثورة الصناعية الرابع التي يساعد على انتشارها عدد من العوامل. مثل زيادة عدد الحساسات الصناعية إلى 50 مليارا بحلول عام 2025. والتضخم المتسارع للقوة الحسابية لأجهزة الكمبيوتر خلال العقد الماضي. وزيادة عدد الروبوتات الصناعية 63 في المئة ما بين عامي 2015 و2019.

أنقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار حول التكنولوجيا.