Share

ما مدى استعداد قادة الأعمال لثورة الذكاء الاصطناعي؟

الاستعداد والتخطيط الاستراتيجيين يعدّان أمرين بالغي الأهمية للإفادة من الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي
ما مدى استعداد قادة الأعمال لثورة الذكاء الاصطناعي؟
85 في المئة من قادة الأعمال ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه فرصة

في ضوء ظهور وتطور الذكاء الاصطناعي، يرى بعض قادة الأعمال أن التكنولوجيا تمثل إحدى فرص للنمو، بينما يشعر آخرون بعدم الاستعداد لهذا التحول. في هذا الإطار، أصدرت شركة الاستشارات العالمية “كيرني” (Kearney)، بالتعاون مع شركة الاستشارات “إيغون زندر” (Egon Zehnder)، تقريرًا بعنوان “القيادة في عصر الذكاء الاصطناعي”. ويتناول التقرير وجهات نظر قادة الأعمال فيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الشركات والوظائف، ويسلط الضوء على مدى استعدادهم لهذا التغيير التحولي.

قلة مستعدة

ويشير التقرير إلى أن 70 في المئة من قادة الأعمال يتوقعون حدوث اضطرابات ناجمة عن الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة. وفي الوقت نفسه، يعتقد 20 في المئة فقط أن مؤسساتهم مجهزة حاليًا للتعامل مع هذا التغيير. السبب الرئيسي وراء عدم شعور قادة الأعمال بالاستعداد لهذا التحول هو النمو السريع للتكنولوجيا. ومن ثم، أشار 73 في المئة من المشاركين إلى محدودية الوقت والموظفين والموارد المالية باعتبارها عوائق أمام استعداداتهم.

قلة الوعي والموارد

كما يعتقد أكثر من النصف (51 في المئة) من القادة الذين شملهم الاستطلاع أن النقص الأساسي في فهم الذكاء الاصطناعي بين القيادة يعيق اعتماد التكنولوجيا. ويسلط التقرير الضوء على حاجة القادة إلى سد هذه الفجوة المعرفية للتغلب على تعقيدات التكامل الناجح لهذا الذكاء.

ومن ناحية أخرى، فإن نسبة مذهلة تبلغ 89 في المئة ممن يشعرون بأن مؤسساتهم مستعدة، أرجعوا هذا الاستعداد إلى فهم قيادتهم للذكاء الاصطناعي وقدراته. وهذا يؤكد الدور المحوري الذي يلعبه القادة في توجيه فرقهم في المشهد التحولي هذا.

الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة

على الرغم من الاضطرابات، لا يزال 85 في المئة من قادة الأعمال ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة لمؤسساتهم. كما يدرك أكثر من 90 في المئة منهم إمكانات التكنولوجيا هذه في تحقيق النمو الشخصي ضمن أدوارهم. ويكشف التقرير أيضًا عن المبادرات الإستراتيجية التي اعتمدها القادة لاستغلال الفرص التي تقدمها هذه التكنولوجيا. ويشمل ذلك الاستثمارات في البنية التحتية (49 في المئة)، والشراكات الخارجية (44 في المئة)، وتوظيف المواهب المتخصصة (39 في المئة).

يؤكد “ميركو وارشون”، شريك في شركة “كيرني”، على حاجة القادة إلى استخدام مناصبهم لمساعدة الفرق على تبني التغييرات التي يقودها الذكاء الاصطناعي. ويشدد التقرير أيضًا على أهمية القيادة القوية في ضمان تكيّف المؤسسات وازدهارها في خضم الاضطرابات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: السعودية تحتل المرتبة الأولى عالميًا في تبني واعتماد الذكاء الاصطناعي

صياغة استراتيجيات واضحة

يمثل الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع قوة مخلة بالنظام التقليدي بالنسبة للشركات. ومع ذلك، قال “أليكس ليو”، الشريك الإداري ورئيس مجلس الإدارة في شركة كيرني: “من المدهش أن قادة الأعمال ما زالوا يشعرون بأن مؤسساتهم غير مستعدة للتغييرات القادمة”.

يدعو ليو إلى ترجمة التفاؤل إلى إجراءات واستراتيجيات ملموسة. بالإضافة إلى ذلك، يحثّ القادة على إعداد أنفسهم وفرقهم لمواجهة التحديات والفرص التي يقدمها.

من جانبه، يؤكد “بوركو بيكاشي”، شريك في “إيغون زندر”، على الدور المحوري للقيادة في فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على الشركات والتعامل معه.

ويعد التقرير بمثابة دعوة للعمل، حيث يسلط الضوء على أنه على الرغم من الوتيرة المتسارعة لاعتماد هذه التكنولوجيا، إلا أن الوقت لم يفت بعد للقادة لوضع استراتيجيات واضحة وتوجيه مؤسساتهم خلال هذه المرحلة التحولية.

وبينما تقف الشركات على حافة الاضطرابات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي، يؤكد تقرير “كيرني” على الحاجة الملحة للقادة لدعم الاستراتيجيات المستنيرة، مما يضمن ازدهار مؤسساتهم في عصر التطور.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار التكنولوجيا.