قبل انعقاد مؤتمر المناخ للأمم المتحدة الشهر المقبل في مصر، كشفت شركة “أرامكو” السعودية العملاقة، النقاب عن صندوق بقيمة 1.5 مليار دولار للاستثمار المستدام، في إطار جهودها لـ”تعزيز أوراق” الاعتماد الأخضر.
يعتبر هذا الصندوق أحد أكبر صناديق رأس المال الجريء في العالم التي تركز على الاستدامة.
كما يعد الصندوق، الذي تديره شركة “أرامكو فينتشرز”، ذراع “أرامكو” السعودية لرأس المال الجريء، امتدادًا لجهود الشركة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وسيسعى الصندوق للاستثمار في التقنيات المهمة للشركات الناشئة التي ستساعد على التقليل من التغير المناخي.
وستشمل مجالات تركيز الصندوق: احتجاز الكربون وتخزينه، وحلول انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتقدم في كفاءة الطاقة، والحلول المناخية القائمة على الطبيعة، وحلول الاستدامة الرقمية، والهيدروجين، والأمونيا قليلة الكربون، والوقود الاصطناعي. وسيستهدف الصندوق الاستثمارات على مستوى العالم.
وكانت “أرامكو” أطلقت إستراتيجيتها الخاصة بالاستدامة والطاقة المتجددة التي تقوم بتقليل الكربون بنسبة 15 في المئة بحلول عام 2025 مقارنة بعام 2018. كما ستقوم بتقليل 55 مليون طن في عام 2025 من خلال الاستثمارات ورفع كفاءة الحلول القائمة على تقليل الكربون.
رئيس مجلس إدارة “أرامكو” ياسر بن عثمان الرميان، قال في البيان إن “التغيّر المناخي قضية بالغة الأهمية، ولذلك فإن إطار الاستدامة متكامل مع إستراتيجية أرامكو السعودية وقراراتها الاستثمارية”.
من جهته، شرح الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو” أمين الناصر، أن الصندوق سيركز على “التقنيات المتطورة المهمة والشركات الناشئة التي ستساعدنا في معالجة تغير المناخ”.
ووصف الناصر الصندوق بأنه أحد أكبر صناديق رأس المال الاستثماري في العالم التي تركز على الاستدامة. وقال إنه سيستثمر على مستوى العالم ويُطلق على الفور.
وكان الناصر يتحدث في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في نسخته السادسة في السعودية، والذي يُعرف باسم “دافوس في الصحراء”، مقارنة بالاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لكبار الشخصيات والشركات وقادة العالم في جبال الألب السويسرية.
ويأتي الاعلان عن إطلاق هذا الصندوق قبل شهر على موعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، المعروف باسم COP27، والذي يهدف إلى مناقشة الحلول التي من شأنها الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتقليل من الانبعاثات الحرارية والتحول الى الطاقة المتجددة والابتعاد عن الوقود الأحفوري.
صناعة الصناديق الاستثمارية العالمية
ويقول صندوق النقد الدولي إن صناعة الصناديق الاستثمارية العالمية، ولا سيما تلك ذات التركيز الخاص على الاستدامة، يمكنها المساهمة بدور مهم في تمويل التحول إلى اقتصاد أكثر خضرة والمساعدة على تجنب بعض الأثار الأشد خطورة التي تترتب على تغير المناخ.
وتختلف صناديق الاستثمار المستدام عن الصناديق التقليدية لأنها ترتكز على هدف يتعلق بالاستدامة مع السعي في الوقت ذاته إلى تحقيق عائدات مالية.
وضمن هذه الفئة الواسعة من الصناديق، يركز بعض الصناديق تركيزاً خاصاً على البيئة، وتُعنى فئة فرعية تابعة لهذا التصنيف بقضايا تخفيف آثار تغير المناخ على وجه التحديد.
لكن صناديق الاستثمار المستدام، بحسب صندوق النقد الدولي، لا تزال تمثل نسبة ضئيلة من مجتمع صناديق الاستثمار. ففي نهاية 2020، كان مجموع أصول الصناديق التي تتميز بعلامات الاستدامة قد وصل إلى حوالي 3.6 تريليونات دولار، وهو ما يمثل نسبة لا تتجاوز 7 في المئة من قطاع صناديق الاستثمار ككل. ومن هذا المجموع، كان نصيب الصناديق ذات التركيز الخاص على المناخ مبلغاً ضئيلاً قدره 130 مليار دولار.
ومع ذلك، يُلاحظ مؤخراً اتجاه صناديق الاستثمار المستدام لتحقيق نمو أسرع مما تحققه الصناديق المناظرة التقليدية. فقد ارتفع صافي التدفقات الداخلة إلى الصناديق المستدامة بشكل ملحوظ في عام 2020، كما أن الصناديق المعنية بقضايا المناخ نمت بسرعة كبيرة محققة طفرة هائلة وصلت بها إلى 48 في المئة من الأصول المدارة.