في ظل اعتماد عالمنا المتزايد على التكنولوجيا الرقمية، بات التقدم لا يعتمد على الابتكار وحسب، بل أيضاً على الشمول المالي والاستدامة اللذين يُعتبران عاملين حاسمين في دفع عجلة التقدم عبر مختلف القطاعات. وفي هذا الإطار، برزت ماستركارد باعتبارها رائدة في قيادة مسيرة التحول الرقمي والتكنولوجي، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
قيادة التحول الرقمي
بفضل تاريخها الممتد لأكثر من خمسة عقود، قادت ماستركارد جهود دفع الابتكار ودعم الاقتصاد الرقمي. وتواصل الشركة التزامها بتوفير منتجات وخدمات مبتكرة، باستخدام تقنيتها المتقدمة لتلبية احتياجات المستهلكين المتطورة باستمرار. ويجري توفير حلول الشركة المبتكرة في الأسواق من خلال تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية والحكومات والمؤسسات المالية وقادة التكنولوجيا ومشغلي الاتصالات.
ومع ذلك، فإن تأثير الشركة يمتد إلى ما هو أبعد من حلول المدفوعات. ففي مقابلة حصرية، يؤكد خالد الجبالي، الرئيس الإقليمي لـماستركارد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “أننا نبذل جهداً يومياً لبناء اقتصاد رقمي أكثر شمولاً واستدامة، يضمن تكافؤ الفرص للجميع”.
وأضاف الجبالي: “إن ربط مزيد من الناس بالاقتصاد الرقمي هو جزء أساسي من عملنا في ماستركارد، لأن مفهوم الشمول المالي يتجاوز مجرد امتلاك حساب مصرفي. بل يمتد كذلك لمعالجة أوجه عدم المساواة الحالية داخل أنظمتنا المالية لضمان تمتع الشركات والحكومات والأفراد بوصول متساوٍ إلى مزايا الاقتصاد الرقمي”.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، انخرطت ماستركارد بالعديد من المشاريع كجزء من التزامها بتعزيز الشمول المالي والرقمي.
على سبيل المثال، دخلت الشركة في شراكة مع مجموعة e& لتحويل وتحديث طرق الدفع للعملاء من خلال بطاقة حصرية مدفوعة مسبقًا، وهي مبادرة توفر المرونة والراحة من خلال تمكين استخدام البطاقات الافتراضية والفعلية. وتساهم المبادرة في دعم الشمول المالي ونظم المدفوعات الرقمية في 16 بلداً وعبر جميع قطاعات العملاء، بما في ذلك أولئك الذين يملكون حسابات مصرفية ومن لا يملكونها على حد سواء. وكذلك المستهلكين ممن يواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات البنكية.
إلى ذلك، كشفت دراسة حديثة أجرتها ماستركارد تحت عنوان “رأب صدع الإعاقة: فرصة لإحداث تأثير إيجابي”، أن الإدماج الرقمي يعمل كمسار حاسم في تحقيق الإدماج المالي للأفراد ذوي الإعاقة. يسلط التقرير الضوء على فرصة مهمة للقطاع لتوحيد القوى وإحداث تأثير إيجابي في حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
كجزء من جهودها لتعزيز الشمول المالي بين 2.2 مليار شخص يعانون من إعاقات بصرية حول العالم، طورت الشركة بطاقة Touch Card من ماستركارد القابلة للتمييز باللمس عام 2022، وهي بطاقة الدفع الأولى من نوعها على مستوى العالم التي تمكن المكفوفين أو الذين يعانون من ضعف البصر من التمييز بين بطاقاتهم من خلال إنشاء نظام بطاقات دفع تم تشكيل حوافها الجانبية بطريقة مميزة – دائرية الشكل لبطاقات الخصم، ومربعة لبطاقات الائتمان، ومثلثة لبطاقات الدفع المسبق – حتى يتمكن الأفراد من التعرف إلى بطاقاتهم بلمسة واحدة فقط. مع الإشارة إلى أنه سيتم طرح هذه الخدمة قريبًا في كل من السعودية والبحرين.
اقرأ أيضاً: الإمارات توقع مذكرة تعاون مع ماستركارد لتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي
التعاون من أجل إحراز التقدم
تتعاون ماستركارد، كشريك ومستشار موثوق به، بنشاط مع الحكومات لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إنشاء اقتصاد رقمي شامل ومستدام. وبالاستفادة من خبرتها الواسعة في مجال التكنولوجيا، تتعاون الشركة مع القطاعين العام والخاص، وتساهم بحشد الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الحكومات والمؤسسات، وتركز في ماستركارد في عملها على توفير أعلى درجات الأمن والحماية بما يضمن نيل ثقة المستهلكين.
ففي مصر، تتعاون ماستركارد مع شركة “العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية” لبناء بنية تحتية رقمية فعالة. تهدف هذه المبادرة إلى تحويل “العاصمة الإدارية” لتكون أول مدينة غير نقدية في مصر. كما تعاونت ماستركارد مع البنك المركزي المصري وشركة “بنوك مصر” لدعم تنفيذ لوائح ترميز البطاقات الآمنة. كجزء من هذه المبادرة، توفر ماستركارد البنية التحتية اللازمة لتمكين جميع البنوك المصدرة في جميع أنحاء البلاد من اعتماد ترميز بطاقة آمن.
علاوة على ذلك، تضطلع ماستركارد بدور فعال في مساعدة الحكومات في تشكيل مستقبل المدن الذكية والمترابطة، من خلال توفير حلول متقدمة في مجال النقل الحضري. في الأردن على سبيل المثال، أبرمت الشركة شراكة استراتيجية مع كل من “أمانة عمّان الكبرى” و” نتورك إنترناشيونال” لإطلاق أول منظومة لمدفوعات النقل في الأردن، مما يتيح للمستهلكين الاستفادة من حلول دفع رقمية سلسة.
إلى جانب هذه المبادرات، تعمل ماستركارد جنباً إلى جنب مع الحكومات لدعمها في تسخير التكنولوجيا لتحقيق رؤاها الطموحة وتعزيز القطاعات ذات معدلات النمو المرتفع. في الإمارات العربية المتحدة، شرَعت الشركة في شراكة مميزة في مجال المدن الرقمية، بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي. للاستفادة من شبكة الدفع المتطورة من ماستركارد وتقنية التجارة الرقمية القائمة على البيانات، للمساهمة في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33).
كما تعاونت ماستركارد مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية (SEF) والبنك الوطني السعودي (SNB) لتصميم وإطلاق حلول مالية مبتكرة تدعم صناعة الألعاب الإلكترونية المزدهرة في المملكة العربية السعودية والتي تصل قيمتها إلى نحو مليار دولار.
توظيف التكنولوجيا للتصدي للتهديدات الإلكترونية
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد الرقمي في عالمنا المعاصر، أصبح للأمن السيبراني أهمية قصوى، حيث تشير Cybersecurity Ventures إلى أن التكلفة السنوية للجرائم الإلكترونية ستصل إلى 10.5 تريليون دولار بحلول العام 2025. في هذا الإطار، كشفت ماستركارد كذلك أنه في العام 2021، وصلت أضرار برامج الفدية إلى 20 مليار دولار، وهو أعلى بمعدل 57 ضعفاً من الأرقام المسجلة في العام 2015.
وبالتعاون مع شركائها من القطاعين العام والخاص، تلتزم ماستركارد بضمان سلامة النظام المالي برمته، حيث تتبنى الشركة نهجًا استباقيًا للتخفيف من المخاطر، الحالية والمستقبلية، من خلال حماية بيانات المستهلك، وحماية نقاط الاتصال، وإعطاء الأولوية للأمن السيبراني. تفخَر ماستركارد بدورها القيادي في مجال الأمن السيبراني. وهي تسعى جاهدة لتحديد معايير الصناعة ووضع أفضل الممارسات التي يمكن اتباعها لسنوات قادمة، حيث تستثمر الشركة بشكل كبير في تطوير المهارات وفي التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز أمن أنظمة المدفوعات، كما أبرز الجبالي.
عندما يتعلق الأمر بالأمن السيبراني، تلتزم ماستركارد بثلاثة مبادئ أساسية: الثقافة والتعاون والتمكين.
وأضاف الجبالي: “تتعاون ماستركارد بشكل وثيق مع شركائها لإنشاء حلول متطورة للأمن السيبراني تحمي المدفوعات الرقمية، وذلك انطلاقاً من هدفنا في بناء مستقبل رقمي آمن وشامل. كما نسخر الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لنحد بفعالية من الهجمات الإلكترونية واختراقات البيانات والأنشطة الاحتيالية، وبالتالي تعزيز سلامة النظم الرقمية للحكومات والبنوك والتجار والمستهلكين”.
وفي إطار برنامج Cyber Forward، تتعاون ماستركارد مع مركز دبي المالي العالمي لتعزيز المرونة الإلكترونية في القطاع المالي ونظام المدفوعات.
وتعليقاً على ذلك، قال الجبالي: “نحن ملتزمون بتعزيز الثقة في التعاملات الرقمية من خلال تزويد الأفراد والشركات بالخبرات التي يحتاجونها لحماية أنفسهم من التهديدات الإلكترونية. وبالشراكة مع Global Cyber Alliance، قمنا بتطوير وإصدار مجموعة أدوات مجانية للأمن السيبراني مصممة خصيصًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. بالإضافة إلى ذلك، يوفر مركز Mastercard Trust التابع لنا موارد ورؤى ومعطيات قيّمة حول المنتجات والحلول لتمكين الشركات من تبني نهج سيبراني وقائي”.
وللحفاظ على مكانتها في طليعة الابتكار في مكافحة التهديدات الإلكترونية الناشئة، استحوذت ماستركارد بشكل استراتيجي على شركات بارزة مجال الأمن السيبراني على غرار Brighterion و RiskRecon و NuData.
الذكاء الاصطناعي لتحقيق الابتكار
بصفتها واحدة من المؤسسات الرائدة والمبتكرة في مجال حلول المدفوعات، تسخر ماستركارد أيضًا الذكاء الاصطناعي لتحسين منتجاتها وخدماتها وتعزيزها.
وأوضح الجبالي: “نقوم بدمج الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والأمن السيبراني والهوية الرقمية مع حلول الدفع التقليدية التي نوفرها. ونعمل على الاستفادة من تقنيتنا وخبراتنا لنوسع قدراتنا لتشمل مجالات مختلفة، بما في ذلك المدفوعات بين الشركات، والتمكين الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة، والتجارة عبر الحدود، ومدفوعات الرعاية الاجتماعية، والنقل الحضري”.
في العام 2020، قدمت ماستركارد منصة Cyber Secure، وهي مجموعة مميزة ومبتكرة من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بحيث تمكّن البنوك من تقييم المخاطر الإلكترونية ضمن أنظمتها ومنع الانتهاكات المحتملة بشكل استباقي.
كما حققت ماستركارد إنجازاً بارزاً من خلال إنشاء مركزها العالمي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الإلكترونية المتقدمة في دبي. تهدف هذه الشراكة مع الحكومة الإماراتية إلى تعزيز القدرات الاستباقية للذكاء الاصطناعي في المنطقة. يساهم المركز في تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 الرامية إلى تحويل البلاد إلى وجهة عالمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال الاستفادة من المعرفة والخبرة التقنية الواسعة لماستركارد.
يتمثل الهدف الأساسي للمركز في التركيز على إنشاء حلول مدفوعة بالذكاء الاصطناعي للتصدي للجرائم المالية ومكافحتها، وتعزيز أمن النظم الرقمية، وتعزيز النمو الشامل داخل دولة الإمارات وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، سيرعى المركز مواهب الذكاء الاصطناعي المحلية، بما في ذلك مهندسي البيانات وعلماء البيانات، وبالتالي تسريع ابتكار الذكاء الاصطناعي العالمي وتمكين تقديم الخدمات للعملاء في جميع أنحاء العالم من داخل دولة الإمارات.
وجاء إطلاق المركز بعد النجاح الكبير الذي حققه AI Garage التابع لماستركارد في الهند، والذي تم إنشاؤه في العام 2019 بهدف تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي بين التجار وشركاء التكنولوجيا والمستحوذين. كما أنه يعدّ استكمالاً لمراكز التكنولوجيا الثمانية الحالية للشركة الموجودة في كل من الولايات المتحدة وكندا والهند.
في فبراير/شباط 2023، أبرمت ماستركارد شراكة استراتيجية مع شركة (Network International) لطرح تقنية Brighterion AI في جميع أنحاء المنطقة. يهدف هذا التعاون إلى تقديم خدمات فحص الاحتيال في المعاملات والرقابة التجارية على المستحوذين والشركات.
وفضلاً عن ذلك، تزود ماستركارد عملاءها برؤى وتحليلات قيمة من خلال تقنية NuData. هذه المعلومات تخفف على نحو فعال من معظم هجمات السيبرانية. والجدير بالذكر أنه تقنية NuDetect من ماستركارد حظيت بإشادة من جانب مجلة SC، باعتبارها الحل الأكثر حسماً على مدار آخر 30 عامًا من الأمن السيبراني، مما يسلط الضوء على مساهمات الشركة الاستثنائية في هذا المجال.
وفي ذات الوقت، بدأت RiskRecon برنامج تحالف الأمن السيبراني العالمي، ودمج درجات إدارة المخاطر السيبرانية في البرامج والأدوات الإلكترونية الرائدة، وإنشاء منصة شاملة ومتكاملة للمخاطر السيبرانية. وهذا يبسط وصول الشركات إلى درجات المخاطر وفهمها.
تعزيز ثقافة الشمول المالي
بينما تواصل ماستركارد إحراز تقدم كبير في مجال حلول المدفوعات، تؤكد الشركة التزامها بتعزيز التنوع والإنصاف والشمول. وفقًا للجبالي، تسعى ماستركارد لبناء عالم تسود فيه المساواة، حيث يتم تقاسم الرخاء، وتكون الفرص متاحة للجميع”.
ويشمل التزام ماستركارد بتحقيق الشمول عمليات التوظيف لضمان أن تكون جميع الوظائف مفتوحة ومتاحة للجميع. كما تولي الشركة أهمية كبيرة للمساواة في الأجور عن العمل المتساوي، وضمان تعويض الموظفين بشكل عادل. بالإضافة إلى ذلك، تحافظ ماستركارد على سياسات متسقة لإجازات الأمومة والأبوة، وتعزيز التوازن بين العمل والحياة ودعم الموظفين في مسؤولياتهم الأسرية.
يتضح التزام ماستركارد بالتنوع والشمول من خلال مبادراتها المختلفة، والتي تعطي الأولوية لهذه القيم داخل الشركة وفي المجتمعات التي تخدمها. داخليًا، تشجع ماستركارد ثقافة تعزز التنوع والشمول بين موظفيها. وعلى الصعيد الخارجي، تعمل الشركة بنشاط من أجل تحقيق التكافؤ بين الجنسين عبر أنشطتها وعملياتها.
حققت ماستركارد إنجازات بارزة في مجال تعزيز التنوع بين الجنسين داخل قوتها العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي الوقت الحاضر، تشكل النساء 40 في المئة من موظفيها في المنطقة. والجدير بالذكر أن الشركة أحرزت تقدمًا ملحوظًا في دول مثل المملكة العربية السعودية، حيث وصلت نسبة تمثيل المرأة إلى 28 في المئة من فريق العمل بما يتجاوز المعدل الوطني. على نحو مماثل، تجاوزت ماستركارد المستوى الوطني لتمثيل المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بنسبة 42 في المئة، وفي قطر بنسبة 45 في المئة. في يناير/كانون الثاني من العام 2022، تعهّدت الشركة رسميًا، بالتعاون مع مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، بزيادة تمثيل المرأة في مناصب الإدارة العليا والمتوسطة في البلاد إلى 30 بالمئة بحلول العام 2025.
وشدّد الجبالي على التزام الشركة الثابت بالمساواة، قائلاً: “المساواة هي ركيزة أساسية لتفانينا في تعزيز ثقافة شاملة وعالية الأداء”.
أدى التزام ماستركارد بتمكين المرأة إلى إدراجها في مؤشر بلومبرج للمساواة بين الجنسين منذ تأسيسه في العام 2016. علاوة على ذلك، توسع ماستركارد جهودها لتمكين المرأة بهدف إحداث تأثير إيجابي على نطاق عالمي.
ويتجلى التزام ماستركارد بدعم مساهمة المرأة في نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم من خلال شراكتها مع المنظمة الدولية Women Choice، التي تعاونت معها لإنشاء حاضنة الابتكار الاجتماعي لتوظيف المرأة، بهدف طموح يتمثل في إيجاد 1 مليون فرصة عمل للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى السنوات الخمس المقبلة.
واحتفاءً بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لـ Priceless، بدأت ماستركارد حملة تُوّجت بإصدار كتاب جديد بعنوان “Lasting Legacy – تكريم 25 امرأة ملهمة”. ويروي الكتاب قصص نجاح بعض من أهم القيادات النسائية في العالم، ولمحة عن مسيرتهن المهنية الملهمة في مجالات عدة مثل الفنون والرياضة والسياسة والضيافة والخدمات المالية وغيرها، من بين أمور أخرى. يهدف الكتاب إلى إلهام القراء، بغض النظر عن الجنس، من خلال تسليط الضوء على هؤلاء النساء ذوات الرؤية وتشجيع الجهود لسد الفجوة بين الجنسين وتعزيز الشمولية.
ولفت الجبالي إلى أنه: “في ماستركارد، نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه من خلال تثقيف المرأة، فإننا نمكّن مجتمعًا بأكمله. ولهذا السبب نكرس جهودنا لتزويد النساء والفتيات بالمعارف والمهارات التي يحتجن إليها لإعالة أنفسهن وأسرهن”.
وفي سعيها لتعزيز التقدم الاجتماعي، تتخذ ماستركارد خطوات ملموسة لتوفير التدريب العملي والدعم للمرأة في مجالات مثل الأعمال التجارية ومحو الأمية المالية وريادة الأعمال. من خلال توفير هذه الموارد، تهدف الشركة إلى تزويد النساء بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في مساعيهن. علاوة على ذلك، تلتزم الشركة بتمكين المرأة من الاضطلاع بأدوار مهمة في قطاع التكنولوجيا وتقديم مساهمات ذات قيمة تعزز التنمية الاقتصادية.
وأبرمت ماستركارد شراكات مع المؤسسات التعليمية المحلية لتقديم برنامجها العالمي Girls4Tech. تهدف المبادرة إلى تزويد الفتيات بالمهارات التكنولوجية الأساسية القابلة للتكيف مع التغيرات المستقبلية. وحتى اليوم، استفادت أكثر من 4 مليون فتاة في 63 دولة من المبادرة الحائزة على جوائز عالمية والمتاحة بـ 20 لغة مختلفة، بما في ذلك اللغة العربية. في ظل هذا الزخم، تتقدم ماستركارد بشكل مطرد نحو هدفها المتمثل في تمكين 5 ملايين فتاة حول العالم بحلول العام 2025.
تمكين الشركات لتحقيق نمو اقتصادي
وتضطلع ماستركارد بدور حاسم في تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي تعتبر أساسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي في المنطقة.
تمثل الشركات الصغيرة أكثر من 90 في المئة من جميع الشركات في العالم العربي، بحيث تلعب دورًا حيويًا في خلق فرص عمل. في فعلى سبيل المثال، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة، 94 في المئة من الشركات العاملة، كما تساهم بأكثر من 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.
وبحسب مؤشر العام 2022 لثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة الصادر عن ماستركارد، يعدّ تبني الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمدفوعات الرقمية متعددة القنوات (92 في المئة)، ورقمنة العمليات التجارية (91 في المئة)، وتدريب الموظفين ورفع مهاراتهم (90 في المئة)، من ضمن المحركات الرئيسية للنمو.
وأشار الجبالي: “في ماستركارد، نقدم حلول دفع رقمية تمكّن هذه الشركات من إدارة المدفوعات بكفاءة، القادمة منها والصادرة، مع تقليل تكاليف المعاملات. تمكن هذه الحلول الشركات من توسيع نطاق وصولها وتوفير تجربة سلسة لعملائها”.
وطوّرت ماستركارد The Entrepreneur’s Odyssey مع التركيز بشكل خاص على مجتمع الأعمال المتوسطة والصغيرة. تدمج منصة التعليم الرقمي المبتكرة هذه مجموعة متنوعة من الموارد الأكاديمية والتجارية من الدرجة الأولى، وتقدم دعمًا قيمًا للشركات الصغيرة في سعيها وراء المعرفة والنمو.
تهدف ماستركارد إلى ربط مليار شخص، بالإضافة إلى 50 مليون شركة صغيرة وصغيرة ومتوسطة حول العالم بالاقتصاد الرقمي بحلول العام 2025. ويتمثل أحد الجوانب الأساسية لهذا الهدف في تمكين 25 مليون امرأة من رائدات الأعمال عن طريق تزويدهن بالأدوات والموارد اللازمة لتعزيز نمو شركاتهنّ وأنشطتهنّ التجارية. والجدير ذكره أن ماستركارد نجحت في تحقيق هذا الإنجاز العالمي قبل الموعد المحدد في يونيو/حزيران.
وتوفر ماستركارد مجموعة واسعة من حلول الدفع التي تلبي احتياجات الشركات من مختلف الأحجام. تشمل هذه العروض البطاقات التجارية والحلول المتخصصة المصممة خصيصًا للشركات الصغيرة والمتوسطة وحلول القبول مثل خدمة الدفع عبر الهاتفTap on Phone.
ومن الأمثلة المشرقة على جهود ماستركارد في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، تعاون الشركة مع منصة “تمام” الرائدة في إدارة الإنفاق وبطاقات الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف مساعدة هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف أرجاء دول مجلس التعاون الخليجي على دمج التقنيات الرقمية في عمليات إدارة النفقات المؤسسية.
وفي باكستان، انضمت ماستركارد إلى بنك البنجاب ومجلس تصدير البرمجيات الباكستاني لإطلاق حساب وبطاقة Mastercard Freelancer الرقمية. وتهدف هذه المبادرة إلى تيسير حصول العاملين لحسابهم الخاص والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات على الخدمات العالمية وتمكينهم من تلقي مدفوعات من أكثر من 210 ولاية.
وأردف الجبالي: “لقد تعاونا أيضًا مع Mercy Corps لطرح منصة الإرشاد الرقمي MicroMentor، في كل من المغرب ومصر ولبنان والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية”.
وأضاف: “تربط MicroMentor الشركات الصغيرة بالمستشارين، وتزودهم بدعم إرشادي في الوقت الفعلي حول مواضيع أو مشاكل محددة، متى ما احتاجوا ذلك”.
تعزيز التحول الرقمي من خلال الابتكار في التقنيات المالية
تتعاون ماستركارد مع العديد من شركات التكنولوجيا المالية في جميع أنحاء المنطقة للمشاركة في إنشاء حلول دفع تلبي الاحتياجات المحلية. توفر الشركة للمبتكرين في مجال التكنولوجيا المالية الدعم المالي والتقني وترفدهم بالخبرات التي تمكنهم من التوسع والنمو. ومن ناحية أخرى، تساعد هذه الشركات ماستركارد على فهم المستهلكين المحليين وتطوير المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجاتهم المحددة.
وفي المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، تعاونت ماستركارد مع مبادرة “فنتك السعودية” لتسريع تقدم ونمو قطاع التقنية المالية في البلاد. ويمكن لشركات التقنية المالية في المملكة الاستفادة من خبرات ماستركارد وحلولها وخدماتها الاستشارية، لتوسيع نطاق أعمالها وتعزيز نموها، واغتنام الفرص الجديدة في السوق.
وكذلك، أبرمت ماستركارد شراكة مع مركز دبي المالي العالمي لإتاحة الفرصة لشركات التكنولوجيا المالية الناشئة والقائمة للاستفادة من خبرات وشبكة ماستركارد، كما سيركز التعاون على ابتكار حلول دفع وخدمات رقمية جديدة، فضلاً عن تعزيز الحلول الحالية.
وفي البحرين، تعاونت الشركة مع شركة إيزي للخدمات المالية “إيزي بي” لتمكين التجار وشركات التجارة الإلكترونية من الاستفادة من تقنيات الدفع الرقمية السلسة، دون أن يضطر المتسوقون عبر الإنترنت لإدخال كلمة المرور أو معلومات البطاقة يدويًا.
وبالمثل، تعاونت ماستركارد مع شركة “أوباي” لتمكين المستهلكين في الإمارات ومصر وغيرها من دول المنطقة من التعامل مع علامات تجارية وشركات في أي مكان بالعالم.
دعم الاستدامة للأجيال القادمة
حققت ماستركارد العديد من الإنجازات في مجالات متعددة تتجاوز إطلاق حلول المدفوعات المبتكرة، حيث تلتزم الشركة بترسيخ مفهوم الاستدامة في كافة أعمالها، ليكون الالتزام المبدئي هدية ماستركارد للأجيال القادمة.
وأكد الجبالي: “الاستدامة ليست مجرد كلمة بالنسبة لنا، بل هي مبدأ توجيهي يشكل كل جانب من جوانب عملياتنا. بفضل شبكة أعمالنا الممتدة وانتشارنا العالمي، نملك القدرة على إحداث تأثير ملموس من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة والنزاهة في جميع أنحاء شبكتنا. يدفعنا التزامنا تجاه الناس والكوكب والازدهار إلى إشراك كامل جوانب منظومة أعمالنا بأكمله بنشاط في المبادرات التي تشجع على تبني ممارسات مستدامة”.
وكانت ماستركارد قد حددت مستهدفاً لتحقيق صافي انبعاثات صفرية عبر عملياتها بحلول العام 2040. يعكس هذا الهدف الطموح تصميم الشركة على تقليل بصمتها الكربونية والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.
في العام 2020، بادرت ماستركارد لإطلاق “التحالف من أجل كوكبنا الثمين”، وهي مبادرة عالمية توحد الشركات في التزامها بالاستدامة. يهدف التحالف إلى استعادة 100 مليون شجرة، بالإضافة إلى لعب دور حيوي في مكافحة تغير المناخ. في الإمارات العربية المتحدة، ينصب تركيز ماستركارد بصورة خاصة على استعادة أشجار القرم، بما يتماشى مع هدف البلاد الطموح المتمثل في زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول العام 2030.
إلى ذلك، تقود ماستركارد الجهود لتبني بطاقات الدفع المصنوعة حصريًا من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها بنسبة 100 في المئة. في منطقة الشرق الأوسط، أبرمت الشركة شراكات مع بنك البحرين الوطني وبنك أبوظبي التجاري وبنك الهلال، وتعهدت جميعها بالانتقال الكامل إلى البطاقات المستدامة. كما شهد هذا العام تطوراً لافتاً في هذا المجال: في خطوة رائدة على مستوى شبكات الدفع، سيتم تصميم جميع بطاقات الدفع البلاستيكية المصنعة حديثًا بواسطة ماستركارد من مواد أكثر استدامة بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2028.
كما أطلقت ماستركارد “حاسبة الكربون” بالتعاون مع شركة Doconomy السويدية للتكنولوجيا المالية، والتي تمكّن البنوك من تزويد عملائها بالقدرة على مراقبة البصمة الكربونية المرتبطة بمشترياتهم.
وختم الجبالي: “يمثل تغير المناخ تحديًا هائلاً، ولا يمكن لحكومة أو منظمة أو شركة واحدة معالجته بمفردها. مع انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر القادم، وإعلان القيادة الإماراتية 2023 عامًا للاستدامة، وصل التركيز على تبني مبادئ مستدامة وصديقة للمناخ إلى آفاق جديدة. من الأهمية بمكان أن نغتنم هذا الزخم لإقامة أوجه تآزر عالمية، والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة للحد على نحو فعال من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحفاظ على الموارد، وحماية البيئة. ولا يمكننا ضمان كوكب صحي للأجيال القادمة إلا من خلال التعاون الجماعي”.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.