Share

الذهب يقلّص مكاسبه وسط ارتفاع الدولار

ترقب كبير لقرار الفدرالي في وقت لاحق من اليوم
الذهب يقلّص مكاسبه وسط ارتفاع الدولار
تتوقع الأسواق أن يترك الفدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، بهدف الحفاظ على استقرار السوق

تراجعت أسعار الذهب لتستقر حول 2,035.5 دولار اليوم الأربعاء، بعد أن بلغت أعلى مستوى في أسبوعين 2,048.12 دولار في الجلسة السابقة. القوة الدافعة وراء هذا التراجع هي القوة الملحوظة في الدولار الأميركي، بدعم من سوق العمل القوي. أشار تقرير فرص العمل (JOLTS) الذي صدر أمس الثلاثاء إلى أن سوق العمل لا يزال قويًا للغاية بحيث لا يمكن إجراء تخفيضات فورية في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي. وذلك يفرض ضغطًا هبوطيًا على أسعار الذهب.

توقعات السياسة النقدية

مع اقتراب الدولار الأميركي من أعلى مستوياته منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، هناك حد محتمل للزخم التصاعدي. ومع ذلك، فإن عوائد سندات الخزانة المنخفضة تشير إلى انخفاض توقعات السوق بأن تتغير السياسة الفدرالية بشكل جذري. لذلك، تتحول الأضواء الآن إلى الاجتماع القادم للجنة الفدرالية للسوق المفتوحة، حيث ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر رؤية ثاقبة لمسار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي وتأثيرها على أسعار الذهب. وينتهي اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة الذي يستمر يومين في وقت لاحق اليوم. في حين أنه من المتوقع أن يترك البنك أسعار الفائدة دون تغيير، فإن السوق ينتظر المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الإدارة “جيروم باول” في الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش للحصول على إشارات بشأن تخفيض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

يأتي قرار السياسة الفيدرالية القادم بعد تحول متشائم في اجتماع ديسمبر/كانون الأول. وتتوقع الأسواق أن يترك البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير، بهدف الحفاظ على استقرار السوق. كما يمكن للاحتياطي أن يتبنى موقفًا محايدًا ويناقش إمكانية خفض أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات الأخيرة نموًا معتدلًا في الأسعار الأميركية في ديسمبر/كانون الأول. كما ظل معدل التضخم السنوي أقل من 3 في المئة للشهر الثالث على التوالي، مما قد يسمح للاحتياطي الفيدرالي بالتفكير في خفض أسعار الفائدة في العام المقبل.

العوامل الجيوسياسية والاقتصادية

على الرغم من ارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات والبيانات الاقتصادية المتفائلة، فإن العوامل الجيوسياسية والاقتصادية تعمل كشبكة أمان تدعم أسعار الذهب. فتوفر التوترات في الشرق الأوسط والانتعاش الاقتصادي المطول في الصين الاستقرار في مواجهة الانخفاض الحاد في أسعار الذهب. تتجه كل الأنظار الآن نحو قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والذي من المتوقع أن يوفر اتجاهًا نهائيًا لأسعار الذهب وسط مشهد السوق المعقد.

سوق المعادن الثمينة

وأبرز استطلاع أجرته “رويترز” أول من أمس الاثنين أن عدم اليقين بشأن الاقتصاد والتخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الأميركية يمكن أن يدفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في العام 2024. أما في الوقت الحالي، تشهد أسعار الذهب تراجعًا وتراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 23.11 دولار للأوقية لكنها بلغت أعلى مستوياتها منذ 15 يناير/كانون الثاني في وقت سابق من الجلسة. وانخفض البلاتين في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 921.70 دولار للأوقية. أما البلاديوم، فانخفض أيضًا 0.6 في المئة إلى 977.51 دولار.

اقرأ أيضًا: أسعار النفط ترتفع مع ازدياد المخاوف بسبب التوترات الإقليمية وتراجع الطلب الصيني

اتجاهات السوق

يكشف تقرير اتجاهات الطلب على الذهب للعام 2023 الصادر عن مجلس الذهب العالمي عن مشهد دقيق للمعدن الثمين. وأبرز التقرير أن شراء البنوك المركزية للذهب حافظ على زخمه. ولعب هذا دورًا حاسمًا في تعويض نقاط الضعف في قطاعات أخرى من السوق، مما أسهم في النهاية في دعم أسعار الذهب. وبالتالي، غالبًا ما تلجأ البنوك المركزية إلى الذهب أثناء الأزمات، مما يشير إلى استمرار ارتفاع الطلب طوال العام 2024. ويمكن أن يساعد دعم البنك المركزي هذا في موازنة أي تباطؤ في طلب المستهلكين بسبب ارتفاع أسعار الذهب وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وبالنظر إلى العام 2024، من المتوقع أن تدفع الصراعات المستمرة والتوترات التجارية وأكثر من 60 انتخابات عالمية المستثمرين نحو الذهب باعتباره استثمارًا آمنًا.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.