تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، لتكسر سلسلة المكاسب التي استمرت لثلاثة أيام متواصلة. وجاء هذا الانخفاض مدفوعًا بمخاوف انخفاض الطلب الناجم عن الزيادة المفاجئة في مخزونات الخام الأميركية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.3 في المئة إلى 79.48 دولار للبرميل. وبالتوازي، انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.3 في المئة أيضًا، ليصل إلى 74 دولارًا للبرميل.
اضطرابات التجارة العالمية
وقد ساهمت الاضطرابات في التجارة العالمية وخاصة في البحر الأحمر، في ارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك، تحولت المخاوف مرة أخرى إلى انخفاض الطلب العالمي. وتجنبت شركات النقل البحري الكبرى البحر الأحمر بسبب التوترات في الشرق الأوسط وزيادة تكاليف النقل والتأمين.
وأفاد تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث “ن ل آي” (NLI) أن التركيز عاد إلى تباطؤ الطلب العالمي. وتأثير البحر الأحمر على أسعار النفط محدود طالما أن التوترات الإقليمية لا تمتد إلى مضيق هرمز.
بالإضافة إلى ذلك، 12 في المئة من حركة الشحن العالمية تمر عبر البحر الأحمر وعبر قناة السويس. ومع ذلك، فإن التأثير على إمدادات النفط وأسعاره كان محدودًا حتى الآن. ويعود ذلك إلى تصدير الجزء الأكبر من خام الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز.
إنتاج قياسي للخام الأميركي
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) عن زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية. وكشفت عن زيادة قدرها 2.9 مليون برميل ليصل المخزون إلى 443.7 مليون برميل. فتوقع المحللون في استطلاع أجرته رويترز أن يرتفع المخزون 2.3 مليون برميل فقط.
كما سلط تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الضوء على عامل آخر يؤثر على السوق، وهو إنتاج النفط الخام الأميركي الذي حطم الأرقام القياسية. فارتفع الإنتاج إلى 13.3 مليون برميل يوميًا، متجاوزًا أعلى مستوى سابق له وهو 13.2 مليون برميل يوميًا. وقد أدى هذا إلى زيادة الضغوط على أسعار النفط، مما أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن التوازن بين العرض والطلب.
إقرأ أيضًا: السعودية تجمع 10.55 مليار ريال من طرح الصكوك المحلية لديسمبر
موقف أوبك+
لا تخطط منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها “أوبك+” لتخفيضات إضافية في الإنتاج هذا العام. ولذلك، يتوقع المحللون أن تظل أسعار النفط على الأرجح ضمن نطاق معين. فيتوقع ناوهيرو نيمورا، الشريك في شركة “ماركت ريسك أدفايسوري” (Market Risk Advisory)، أن يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط بين 70 و75 دولارًا هذا الشهر. ويتحول التركيز الآن إلى الإحصاءات الاقتصادية الرئيسية ورد فعل الدولار الأميركي على التخفيضات.
وفي حين تواجه أسعار النفط مشهد معقد من التوترات الجيوسياسية وتقلبات المخزون والتجارة العالمية، يظل المستثمرون يقظين بشأن أي تطورات يمكن أن تزيد من التأثير على الأسعار في الأسابيع المقبلة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.