Share

أسعار النفط تنخفض وسط ارتفاع الدولار وتراجع تأثير التوترات في الشرق الأوسط

المخاطر الجيوسياسية تعزز مكاسب العملة الأميركية
أسعار النفط تنخفض وسط ارتفاع الدولار وتراجع تأثير التوترات في الشرق الأوسط
انخفض الطلب على النفط المقوم بالدولار بين المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى

شهدت أسعار النفط انخفاضًا، اليوم الأربعاء، وسط تأثير قوة الدولار الأميركي الذي وصل إلى أعلى مستويات له خلال شهر. وشهدت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 0.65 في المئة ليستقر عند 77.45 دولارًا للبرميل. وفي الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 71.92 دولارًا للبرميل فشهدت انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.66 في المئة. وتجدر الإشارة إلى أنه مع كتابة هذا التقرير، سجل خام خام غرب تكساس الوسيط 71.65 دولارًا للبرميل.

تأثير الدولار

حافظ الدولار الأميركي على قوته مقترباً من أعلى مستويات له منذ شهر اليوم الأربعاء. كما ساهمت التعليقات الصادرة عن الفدرالي الأميركي، والتي تعارض توقعات التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة، في ارتفاع الدولار. وهذا بدوره أدى إلى انخفاض الطلب على النفط المقوّم بالدولار بين المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، أدت التوقعات بأن يكون الطقس أكثر اعتدالًا في مراكز الإنتاج الأميركية وأوروبا في وقت لاحق من يناير/كانون الثاني إلى انخفاض أسعار النفط.

تصاعد التوترات واستجابة السوق

بينما تفرض العوامل الاقتصادية ضغوطاً على أسعار النفط، فقد وفرت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ثقلًا موازنًا. فساهمت التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر في الشعور بالمخاطر الجيوسياسية. كما أدى تعطيل الشحن العالمي في البحر الأحمر إلى زيادة المخاوف بشأن الحركة العالمية للبضائع عبر الممر التجاري بالغ الأهمية. وعلى الرغم من احتدام الصراعات، يبدو تجار النفط حذرين، في انتظار أدلة ملموسة على انقطاع الإمدادات قبل رفع أسعار النفط. وأسهم ارتفاع الدولار الأميركي وعزوف المستثمرين عن المخاطرة بتعويض المخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط.

في أعقاب صراعات البحر الأحمر، اتخذ اللاعبون الرئيسيون في سوق النفط مواقف مختلفة. فأوقفت شركة النفط البريطانية الكبرى “شل” الشحنات ردًا على الضربات، في حين ظلت شركة “شيفرون” الأميركية ملتزمة بمساراتها في البحر الأحمر. لذلك، تسلط الاستجابات المختلفة الضوء على التعقيد والشكوك المحيطة بتأثير الأحداث الجيوسياسية على ديناميكيات سوق النفط.

اقرأ أيضًا: أرامكو السعودية ترفع أسعار الديزل للمستهلكين المحليين 53 في المئة

توقعات سوق النفط

تشير عدة عوامل إلى أن أسعار النفط في العام 2024 ستشهد انخفاضًا مقارنة بالعام الماضي. أولاً، يشهد السوق زيادة في إمدادات النفط الخام من المنتجين الرئيسيين وضعف نمو الطلب في الصين، ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم. فإن إنتاج النفط في الولايات المتحدة وإيران وفنزويلا آخذ في الازدياد. وعلى الرغم من انخفاض إمدادات “أوبك+” والمخاوف الجيوسياسية في المنطقة، هناك المزيد من النفط المتاح من مصادر مختلفة، حيث لا تزال مصادر مثل إيران وروسيا تجد طريقها إلى السوق.

إلى ذلك، لعب الارتفاع غير المتوقع في إنتاج النفط الأميركي دورًا كبيرًا في انخفاض أسعار النفط في الربع الرابع من العام 2023. وهكذا، قامت شركات النفط والغاز الأميركية بزيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميًا. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يكون العرض والطلب العالمي على السوائل البترولية متوازنًا نسبيًا، مما يؤثر على أسعار خام برنت.

وأثار التوتر المتزايد في البحر الأحمر، وهو طريق تجاري بالغ الأهمية، مخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في تسليم النفط الخام. لكن على الرغم من أن السوق لم يشهد انقطاعًا في الإمدادات حتى الآن، إلا أن التصعيد في البحر الأحمر قد يؤثر بالتأكيد على أسعار النفط في العام 2024. وكان التأثير على أسعار النفط محدودًا مقارنة بالأحداث الماضية مثل فيروس كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2022.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.