وسط سعي المملكة العربية السعودية إلى تحقيق هدفها المتمثل في تنويع الاقتصاد، استغلت البلاد العديد من القطاعات التي يمكن أن توسع قاعدتها الاقتصادية من خلالها. وكجزء من هذه الخطوة الاستراتيجية، أنشأ صندوق الثروة السيادية للبلاد، صندوق الاستثمارات العامة، شركة الطائرات المروحية في العام 2018 لتلبية الطلب المتزايد على المروحيات التجارية المرتبطة برؤية السعودية 2030 التوسعية.
في هذه المقابلة، يناقش الكابتن أرنو مارتينيز، الرئيس التنفيذي لشركة الطائرات المروحية، كيف تساهم الشركة في تحقيق الأهداف الوطنية للبلاد ودعم مجموعة واسعة من القطاعات المتنامية مثل السياحة والترفيه والثقافة وغيرها فضلاً عن تبني التقنيات المتطورة لإحداث ثورة في سوق الطيران السعودي.
في إطار خطتها للتنويع الاقتصادي، تنشط السعودية في تعزيز قطاع الطيران. كيف تعمل شركة الطائرات المروحية على مواءمة نموها مع أهداف استراتيجية قطاع الطيران السعودية ورؤية السعودية 2030 الأكثر شمولاً؟
لقد نمت شركة الطائرات المروحية على نطاق غير مسبوق وتوسعت بسرعة مع خطط لتنمية أسطولنا إلى ما يقرب من 100 طائرة في غضون العامين إلى الثلاثة أعوام القادمة. ومن خلال أسطول موسع ومجموعة واسعة من الخدمات بما في ذلك خدمات الإسعاف الجوي في العمل الجوي، نساهم بنشاط في هدف استراتيجية الطيران السعودية المتمثل في رفع مستوى الطيران المدني في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التزام شركة الطائرات المروحية بالابتكار يتماشى مع هدف استراتيجية الطيران السعودية المتمثل في تحديث هيكل الطيران في البلاد. نحن ملتزمون أيضًا بتحقيق التنقل الجوي المتقدم والحضري في المملكة من خلال شراكاتنا الأخيرة مع التنفيذي وبلدية الرياض التي تسعى إلى استكشاف الفرص التي تهدف إلى تحويل مشهد الطيران السعودي.
وتساهم شركة الطائرات المروحية بشكل كبير في تحقيق أهداف التنوع ضمن رؤية 2030 من خلال خدماتنا التي تدعم نمو قطاعات السياحة والترفيه والرياضة والثقافة في السعودية. ويتجلى هذا الالتزام في دعمنا لخدمات الإسعاف الجوي في 9 سباقات سرعة وأعمال التصوير الجوي لجائزة الفورمولا 1 الكبرى في جدة. كما ندعم أحداثًا محلية بارزة أخرى مثل مدل بيست ورالي داكار، حيث خصصت شركة الطائرات المروحية مؤخرًا 13 طائرة مروحية لتقديم مجموعة من الخدمات، بما في ذلك التصوير وخدمات الإسعاف الجوي والرحلات الخاصة لكبار الشخصيات.
والأمر الأكثر أهمية هو أن شركة الطائرات المروحية تدعم تطوير خدمات الرعاية الصحية في المملكة من خلال برنامج خدمات الإسعاف الجوي، والذي تديره شركة الطائرات المروحية بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر السعودي. وـيهدف البرنامج إلى ضمان تغطية الاستجابة الفورية والفعالة للطوارئ في المملكة. ومنذ إنشاء خدمات الإسعاف الجوي، أنقذت الشركة أكثر من 3,300 حياة حتى الآن، مما يدل على التزامها وفعاليتها. لقد أنشأنا أيضاً قاعدة قوية مع 14 قاعدة و15 طائرة مروحية عاملة حاليًا، ويجري حاليًا توسع كبير.
تتشابك قطاعات الطيران والسياحة. كيف تساهم شركة الطائرات المروحية في قطاع السياحة في السعودية؟
تلعب شركة الطائرات المروحية دورًا محوريًا في دعم قطاع السياحة في السعودية من خلال تعاوننا الاستراتيجي. شراكتنا مع البحر الأحمر الدولية، التي تشرف على اثنين من أكبر مشاريع السياحة المتجددة في المملكة – البحر الأحمر وأمالا – على الساحل الغربي، هي مثال رئيسي. ومن خلال توفير طائرة مروحية تتسع لـ 14 راكبًا وطاقمًا لخدمات الإسعاف الجوي والاحتياجات التشغيلية، نساهم بشكل كبير في نجاح هذه المشاريع وسلامتها.
بالإضافة إلى ذلك، منذ العام 2019، عملت شركة الطائرات المروحية مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتقديم جولات ذات مناظر خلابة على مدار العام، مما يؤكد التزامنا بإثراء قطاع السياحة في السعودية. وتتيح هذه الشراكة للزوار استكشاف تراث المملكة وجمالها الطبيعي والاستفادة من أسطول شركة الطائرات المروحية خبرتها التشغيلية لتعزيز السياحة. كما تدير الشركة رحلات سياحية إلى العلا وخيبر خلال موسم خيبر.
ومن خلال تقديم تجارب فريدة ودعم تطوير البنية التحتية وتوسيع عروض خدماتنا من خلال الشراكات الاستراتيجية، تساهم عملت شركة الطائرات المروحية بشكل فعال في نمو السياحة والطيران في المملكة.
تدعم شركة الطائرات المروحية بنشاط مشاريع ضخمة مثل البحر الأحمر الدولية ونيوم. ما هو دور الشركة في تسهيل هذه مساعي هذه المشاريع الرؤيوية؟
إن المشاريع الضخمة مثل البحر الأحمر الدولية ونيوم غير مسبوقة وسريعة الحركة وتتطلب شركاء رشيقين يمكنهم تقديم خدمات مبتكرة لدعم عملهم الرؤيوي وهذا ما تفعله شركة الطائرات المروحية بالضبط. لقد زودنا موقعنا الفريد كرائد في قطاع المروحيات السعودية بالخبرة والبنية الأساسية اللازمة لدعم هذه المشاريع الضخمة وتخصيص خدماتنا لتلبية احتياجاتهم المتطورة.
تقدم شركة الطائرات المروحية خدمات متخصصة مثل العمل الجوي وخدمات الإسعاف الجوي ونقل كبار الشخصيات لضمان التنفيذ السلس لهذه المشاريع واسعة النطاق.
كيف يساهم برنامج قمم الطيران في تطوير قادة الطيران السعوديين المستقبليين وهل يمكنك مشاركة بعض قصص نجاح خريجي هذا البرنامج؟
يعد برنامج قمم الطيران عنصرًا أساسيًا في التزام شركة الطائرات المروحية بدعم قادة الطيران السعوديين المستقبليين. ويمتد تركيزنا إلى ما هو أبعد من بناء أسطول بل يتعلق بالاستثمار في موظفينا وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة لاغتنام الفرص الناشئة في القطاع. ونفخر بأن برنامج قمم خرّج أكثر من 111 خريجًا بين العامين 2022 و2024، بما في ذلك 60 طيارًا و51 فنيًا، مما يعكس التأثير المتزايد للبرنامج في تشكيل الجيل القادم من قادة الطيران السعوديين.
ومن خلال المسارات المتخصصة ضمن برنامج قمم الطيران، مثل تدريب الطيارين والصيانة، نعمل على تعزيز المواهب المحلية وبناء فريق محلي للمستقبل. ومن الإنجازات البارزة تخرج أول طيارتين سعوديتين من البرنامج، مما يدل على التزامنا بالشمولية وتقدم المرأة في هذا القطاع.
ومن قصص نجاحنا الكابتن ريم فلمبان، خريجة برنامج قمم الطيران التي أصبحت أول امرأة تقود طائرة في العالم بشهادة إيرباص H160، وهو إنجاز تاريخي في قطاع الطيران.
كيف تدمج شركة الطائرات المروحية التقنيات المبتكرة في خدمات الطيران الخاصة بها، وما هي التطورات التكنولوجية المستقبلية التي تخطط الشركة لتطبيقها في عملياتها؟
تتضمن استراتيجية شركة الطائرات المروحية الاستفادة من التكنولوجيا الأكثر استدامة للمساهمة في الحركة العالمية للقطاع نحو الاستدامة وحماية البيئة مع التطور نحو التنقل الجوي الحضري في المنطقة لتحويل قطاع الطيران السعودي.
ويتجلى عملنا الاستشرافي بشكل أفضل في شراكاتنا التي تدعم التقنيات المبتكرة في المملكة وخارجها. ويتضح هذا في شراكتنا مع شركة البحر الأحمر الدولية، حيث احتفلنا بتسليم أول طائرة مروحية من طراز ACH160 في مارس/آذار 2023، وهي الطراز الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية من شركة إيرباص. وفي الوقت نفسه، وقعنا عقدًا مع شركة ” سكاي تراك سيستمز” الرائدة في مجال الفضاء لمراقبة المهام وخدمات الاتصال المتقدمة، بما في ذلك تكنولوجيا الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، ونتطلع إلى استخدام هذه الأدوات التكنولوجية المتقدمة في المستقبل القريب.
وبينما نواصل مسيرتنا في النمو، لن تتوانى شركة الطائرات المروحية عن دمج التقنيات المبتكرة في خدمات الطيران الخاصة بنا كجزء من التزامنا بتقديم خدمات عالمية المستوى وتشكيل النظام البيئي للطيران في السعودية.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات.
